في المملكة المتحدة التعايش المُشترك بلا إسلاموفوبيا !
د. عبدالمجيد الجلاَّل
كتبتُ مقالاً قبل نحو أسبوع ، عن تأجيج الإسلاموفوبيا ، وخطابات الكراهية ، الآخذة في الانتشار في أوروبا ، ولكن الأمر هذا ، لا يمكن تعميمه ، على الإطلاق ، إذ لا تزال هناك تجارب جميلة في التعايش المُشترك ، بين الأديان والثقافات المختلفة ، في عدة دول ومناطق أوروبية !
على سبيل المثال ، تُعد المملكة المتحدة ” انكلترا ” من أفضل نماذج التعايش المُشترك ، في أوروبا ، بما يجعلها محل تقدير واحترام ، من جميع الدول والكيانات المؤمنة حقاً ، بحرية المُعتقد والدين ، إذ تظل في الغالب خارج أجواء الإسلاموفوبيا المشحونة ضد الإسلام والمسلمين ، في دول ومناطق أوروبية أخرى.
أكثر من ذلك ، ومن أجل ، المحافظة على إرثها ونموذجها الجميل ، منعت السلطات هناك ، سياسياً من الدنمارك ، ينتمي إلى اليمين المسيحي المتطرف ، من دخول المملكة المتحدة ، بعد أن هدد بحرق نسخة من المصحف ، داخل أراضيها ، الأمر الذي رفع مكانة انكلترا ، كأرض للتعايش المشترك بين البشر !
وللتأكيد ، على جمالية مشهد التعايش المُشترك ، احتفلت المملكة المتحدة ، بدخول شهر رمضان المبارك ، عبر احتفالية جميلة ، تحت رعاية عمدة لندن ، صادق خان المسلم ، من أصول باكستانية ، إذ احتفل بقدوم شهر رمضان المبارك، وهنَّأ المسلمين بدخوله ، وأشعل في العاصمة لندن ، وتحديداً في ميدان البيكاديلي ، أشهر ميادين لندن ، نحو 30 ألف مصباح ، ابتهاجاً بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة .
بالمناسبة ، أضيئت منطقة ويست إند ، بعبارة رمضان سعيد ، وتعهد عمدة لندن بأن تظل هذه المنطقة ، مضاءة بأنوار وزينة رمضان طوال الشهر المبارك .
وأضاف العمدة ، موجهاً خطابه إلى المسلمين ” لأول مرة على الإطلاق ، أطلقنا أضواء رمضان في منطقة وست اند ، لإعلان بداية الشهر الفضيل ، لذلك لا يوجد وقت أفضل من الآن ، لأتمنى لكل المسلمين في لندن وأنحاء العالم ، شهر رمضان مليئاً بالسعادة والمرح ” .
كما ، تمَّ نصب خيمة على شكل مسجد ، للتحضير لإفطار جماعي ، في متحف فكتوريا ، وألبرت جنوب كينسينغتون ، كما سيقيم فريق تشيلسي كذلك إفطاراً جماعياً ، في رواق ملعب ستامفورد بريدج ، في أول مبادرة ، من نوعها في الدوري الإنجليزي ، وسيفعل ملعب ويمبلي الشيء نفسه لاحقا خلال هذا الشهر المبارك !
خلاصة القول ، رغم محاولات اليمين المسيحي المُتطرف ، تأجيج خطابات الكراهية، ولغة الأحقاد ، في العديد من الدول والمناطق الأوروبية ، ضد الإسلام والمسلمين ، إلا أنَّ النموذج البريطاني ، أعاد الأمل بأنَّ إمكانية التعايش المُشترك، بين الأديان والثقافات المختلفة ، لا تزال قائمة ، بل وصامدة !