اليوم ٢٨ عام
عندما أتذكر كيف هو حالي قبل ما يقارب الخمس سنوات الماضية، وكيف كنت وما أصبحت عليه اليوم، والتغيرات الفكرية التي حظيت بها، والتطورات الداخلية في تكوين الشخصية الذاتية وتهذيبها، أقف صامتًا عندما أسترجع كل تلك الخطوات ويحين لي التساؤل لماذا؟!
لماذا؟
لماذا لم أفعل هذه الخطوات سابقًا؟!
لماذا تأخرت؟!
أين أنا عن هذا كله؟!
تلك التساؤلات هي أول ما جاء في مخيلتي الخصبة، وبصراحة لم أجد لها جواب واضح، غير أنني لم أكن على عجلة، لا أريد الخوض في أي تجربة غير أن أكون متمكن تمامًا من النجاح، لا يوجد أي مخاوف، فالذي يعرفني معرفة شخصية يعلم بأنني لا أجد للخوف طريق، وموت أمي رحمة الله عليها جعلني بلا شك بجذور تأكيدية بأنني لا أعد أهتم بشيء!
هذا لا يعني بأنني أصبحت غير مبالي لما يحدث من حولي، فرؤيتي الإعلامية إلى هذا الوقت متوسعة ثاقبة وموثقة، فعندما يحين الوقت سيكون وقت ثمين جدًا، ذو معرفة مشبعة بكل ما هو جديد ومثير ومتميز، لا لليأس ولا للتكاسل بشيء إيجابي، ولكن لم ولن يكون قبول لأي شيء سلبي، فلا وقت ولا حتى ثانية واحدة لأي سلبية قادمة أو حتى متوقعة.
قد تكون تلك الكلمات التي كتبتها في مقدمة هذا المقال هي أكثر ما يؤرقني في تلك الفترة من فترات عمري، فأنا قريب من الثلاثين وهو منتصف العمر، وتجاوزت منتصف العشرين بكثير، نضج أكثر، تفهم للشخصيات، ودراسة شاملة لموضوعات الكون، وشعر أبيض بدأ يكتسح ظلام لحيتي.
اليوم أشاهد العالم برؤية واضحة، فكل شيء أصبح بلا قيمة!
حتى تلك الفرص العظيمة التي وصلت لي أثناء حياتي لم تعد لها قيمة، أمام تحقيق الإيجابيات التي أهدف لها، وجعل العالم أكثر نماء ورخاء، سلام وأمان، راحة وطمأنينة، فكل ذلك الأهداف أشاهد بأنها الأهم بل هي بالفعل الأهم بالنسبة لي، ولتحقيق ذلك سأتطرق في بقية المقال بطرق تحقيقها بشكل مفصل ومختصر بوقت واحد.
الإحاطة بالإيجابيات ويتم من خلال المجالسة والمصاحبة لمجموعات بشرية تحقق تلك الإيجابيات، تكون لديهم نظرة مستقبلية حقيقية، غير مكلفين ولا متصنعين، متعلمين لديهم مطالعة كاملة لمجريات الحياة ومتطلباتها، حقيقيين وغير مزيفين، موجهين وليس مجاملين، فالخطأ يقال عنه خطأ وبشكل مباشر، والصحيح يقال عنه صح ويثابر في تحقيقه، والرفع من المعنويات بشكل مستمر ومشجع.
تفكير بعمق وهذا أهم ما أكتبه لكم، وبالفعل خلال الأشهر الماضية كان أكثر تفكيري ينصب بعمق على كل ما هو إيجابي فقط، وما نحن علية اليوم في المملكة العربية السعودية، وما نتطلع له، والمستقبل المشرق الحمد لله الذي تحظى به مملكتنا الغالية على قلوبنا، متجاهلًا كل ما هو سلبي أو حتى يؤثر بشكل ولو جزء بسيط من السلبية العقلية، فالتفكير العميق في إيجابيات الحياة يحققها.
صبر وتأني، وذلك قبل أخذ أي خطوة مستقبلية، فاليوم أنت صاحب قرار، ولا يمكن عيش تجربة مؤقتة أو غير ثابته، حتى لو كانت تلك الخطوة مصيرية، أو قد يكون هناك استفادة مؤقتة منها، فلا يهم الآن غير أن الخطوة الثابتة يجب أن تكون مؤسسة بمعيار قوي لا يتزعزع مهما كانت الظروف.
طموح لا يتوقف أبدًا، ومن اللحظة التي تعلم بها بأنك أمام مصير واحد لا غير، وهو النجاح ولا يوجد غير النجاح، هناك أعمال تم صناعتها إلى ناس محددة، وهناك الكثير من الأعمال التي تتناسب مع تكوينك المصيري، لذلك كان لا بد أن يكون الطموح هو المفتاح الذي تسير عليه بنهج صناعة حياتك المستقبلية الإيجابية فقط ولا يوجد غير الإيجابية.