غزة العزةليقضي الله أمراً كان مفعولا

بقلم: عبدالله خليفة الكعبي *

كثيرة هي الأسئلة وعديدة التي مازلنا نبحث لها عن إجابات شافية قد تفيد في إقناع البشر للعدول عما هم عليه أو للتمسك أكثر بجادة الصواب التي لا يمكن أن يخالطها الباطل. فهناك الكثير من الحوادث التي مرت بأقوام كثر سبقونا إلى هذه الحياة وتركوا لنا العبرة والعظة والموعظة ولكننا للأسف الشديد لم ننتبه لما تركوه ولم نأخذ ما أصابهم على محمل الجد ولم نقارنه حق المقارنة بما يمر بنا من أحداث ستنتهي لا محالة إلى ما انتهت إليه كل القصص التي مازالت باقية وحاضرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
سيدنا نوح عليه السلام صنع السفينة في ثلاثمائة عام وأبحر بها إلى بر الأمان، فلماذا لم يستطع قومه بالرغم من كثرتهم من عرقلة مشروعه الذي بناه أمامهم وفي وجودهم وأثناء تلك الفترة الطويلة جداً؟ النمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، لماذا لم يقتل نبي الله إبراهيم بالرغم من قوته وسطوته؟ لوط وهود وصالح كلهم كذبوا وتطاولت عليهم أقوامهم بأبشع الألفاظ والأعمال، كيف انتصروا وسحقت هامات أعدائهم، نبي الله موسى كيف استطاع أن يبقى في وجه فرعون كل هذه السنين ويتحداه بالآية تلو الآية من دون أن يشرع فرعون في تنفيذ تهديده ولو لمرة واحدة بالرغم من كل القوة التي يملكها في الوقت الذي لم يكن موسى يملك سوى المستضعفين من الناس وقلة من الأنصار؟ محمد عليه الصلاة والسلام كيف تمكن هو وأصحابه وفي فترة قياسية من بسط نفوذ الدولة الإسلامية على كل هذه الرقعة الواسعة من الأرض بالرغم من وجود أقوى قوتين في ذلك الزمان، الروم والفرس؟
لماذا اصطدمت أوروبا بعضها ببعض في حربين عالميتين كبيرتين دمرتا القارة عن بكرة أبيها، ولماذا غزا السوفيت أفغانستان وما هي الحاجة التي دفعتهم لذلك، وهو الأمر ذاته الذي دفع بالولايات المتحدة لدخول أفغانستان والعراق بالرغم من أنها كانت في حينها القطب الأوحد في العالم ولم يكن لها ند ولم يكن يقف أمامها أي عدو يمكن أن يحسب له حساب؟ ولماذا لم يقوم الصهاينة اليهود بطرد كل الفلسطينيين المسلمين من كامل فلسطين عند قيام دولتهم في عام 1948 بالرغم من أن الظروف في ذلك الوقت أفضل من اليوم الذي يفكرون فيه بجدية في إتمام ما لم ينفذوه بالأمس؟
علامات استفهام كثيرة حلت مكان النقطة التي كان من المفترض وضعها في نهاية السطر والتي لا أجد لها مكانًا إلا بعد أن أقول إن الإجابة على كل تلك التساؤلات يمكن حصرها في كلمات بسيطة جداً ولكنها ذات دلالات عظيمة لا يمكن أن يعيها إلا من فهمها وآمن بها وأعتقد بأنها النهاية لكل ما نرى ونشاهد من أحداث. ليس هناك تعبير أبلغ من تعبير القرآن الكريم حين قال الله تعالى:
“ليقضي الله أمراً كان مفعولا”.

  • ✍️ كاتب وباحث

عين الوطن