قصة الطالب المصاب بـ”السرطان” الذي احتضنه أمير الشرقية خلال حفل التخرج
تقدم طالب يتجرع الألم، قاهراً مرضه بالسرطان، ليمشي رويداً تجاه منصة التتويج لحفل تخريج الدفعة الخامسة والأربعين من طلاب جامعة الملك فيصل بالأحساء، وسط حضور كبير ولافت، وفي لفتة إنسانية مؤثرة، استقبله أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف، وبمعيته محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر.
الخريج الشاب، صالح عبدالله البَرّاز، يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية، وقد قبّل أمير المنطقة رأسه، وأشاد بشجاعته وتحفيزه على مواصلة رحلة العلاج، وذلك بعد أن سمحت اللجنة الطبية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، حضور الحفل بعد تأجيل الخضوع للجرعة الكيميائية.
الطالب صالح خلال السلام على أمير الشرقية
رغم الظروف الصحية
وفي حديثه لـ”العربية.نت” قال الطالب صالح: تشرفتُ بالسلام على سمو أمير المنطقة الشرقية، والذي احتواني بلمسة أبوية، وهذا ليس غريبا على ولاة الأمر، وكانت المشاعر والسعادة منحتني طاقة إيجابية لتلقي الجرعات القادمة بثقة ويقين بأن الله سيشفيني.
وتابع الحديث: هذا الموقف يعكس حرص ولاة الأمر على دعم أفراد المجتمع في ظروفهم الصعبة، ويظهر الترابط الإنساني القوي في مملكتنا الغالية، وكان لهذا اللقاء أثر كبير والانعكاس الإيجابي، حيث توازي فرحتي بتخرجي بعد سنوات من الجد والاجتهاد مع زملائي خريجي الجامعة وخريجي كلية الحقوق، فرحة لقاء أمير المنطقة الشرقية، وأشكره على كلماته الأبوية، والتحفيزية التي خففت علي آلام المرض وأعطتني أملاً في الحياة.
الطالب البطل البراز يستلم درع تقدير من الجامعة
وسرد البراز قائلاً: فوجئت بإصابتي بسرطان “الغدد الليمفاوية” وذلك قبل حوالي أربعة أشهر وخلال إعداد مشروع بحث التخرج، والذي يتحدث عن “المسؤولية الجزائية الجرائم والأفعال المرتكبة ضمن أمن وسلامة الطيران السعودي” وقد تمكنت من الانتهاء من البحث بدرجة امتياز على الرغم من ظروف مرضي وحالتي الصحية، والتي تعرضت خلالها لجلسات العلاج الكيماوي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
قصة التكريم
وفي التفاصيل التي سردها يقول الطالب صالح: لقد بدأت قصة التكريم عندما تعرضت لانتكاسة بسبب جرعات العلاج الكيمائي، ودخلت للعزل في المستشفى بعد الجرعة الرابعة والتي لم أستطع تحملها، وقمت خلالها وبسبب تأثري النفسي بإرسال رسالة إلى مدير جامعة الملك فيصل، وأرسلت نسخة لعميد كلية الحقوق ولأعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق، وكنت أستذكر معهم في الخطاب سنوات الدراسة ومشاعري تجاه الجامعة وكلية الحقوق، وطلبت منهم المسامحة فيما لو أخطأت بحق أحد منهم وأبلغتهم بموافقة اللجنة الطبية في المستشفى بالسماح لي بحضور حفل تخرجي، وعبرتُ في خطابي عن مشاعر الفرح بتأجيل الجرعة وعن رغبتي في ملاقاة أعضاء هيئة التدريس والسلام عليهم خلال حفل التخرج، وعن رغبتي في السلام على سمو أمير المنطقة الشرقية وعلى مدير الجامعة.. وبعد زيارتي لبروفة التخرج فوجئت بالدعم الكبير من عميد كلية الحقوق ومن مدير الجامعة، ومن الاستقبال وتقديم كافة التسهيلات لحضوري الحفل وتأمين وصولي للقاعة بكل الطرق.
من حفل التخرج
دعم جامعة الملك فيصل
ويضيف: وقف مدير الجامعة شخصياً على تأمين وجودي بعد أن شعر بمعاناتي، وكلف أحد الموظفين لمتابعة كافة احتياجاتي لحضور الحفل من لحظة دخولي الحفل إلى خروجي، ويوم الحفل تم استقبالي من قبل كلية الحقوق الدكتور سليمان الحامد مع وكيل الكلية، وتم إدخالي بسيارة خاصة، وجلست في المقاعد التشريفية في مقدمة كلية الحقوق.
وتم إلقاء الرسالة التي كتبتها لمدير الجامعة مهنا الدلامي بعد مقدمة الحفل، ولله الحمد أنا ومرضى السرطان غير منسيين، وهناك سواعد حانية تدعمنا، وهناك من يهتم لنا فالجرعات الكيميائية تؤثر نفسياً على المرضى الذين يفرحون بأي مبادرة، وهذا ما أسعدني وشعرت بأهميتي، وأن هناك من يشاركني الألم، وهو شرف عظيم لي، وهذا يكفيني لأكمل علاجي ودراستي وتحمل الصعاب.
وأضاف: أطمح لأن أكون من رجال الأمن في بلدي، فوالدي رجل أمن في رئاسة أمن الدولة، ولذلك أتمنى ان أكون ضمن الأفراد الذين يضعون بصمة أمنية في هذا الوطن، وهذا سبب دراستي للحقوق، وأحلم أن ألتحق بجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، وأكون ضمن جنود هذا الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
حفل التخرج
يذكر أن الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية احتفال جامعة الملك فيصل بتخريج الدفعة الخامسة والأربعين من خريجيها، بحضور الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، وذلك مساء الأربعاء في استاد جامعة الملك فيصل.
وقد بلغ عدد خريجي الجامعة والمتوقع تخرجهم هذا العام في جميع البرامج الانتظام والتعليم عن بُعد 13298 خريجاً وخريجة؛ منهم 2952 خريجاً و6079 خريجة من برامج البكالوريوس الانتظام، و2362 خريجاً و1205 خريجات من برامج التعليم عن بُعد، و268 خريجاً، و432 خريجة من برامج الدراسات العليا.
