إن دول العالم دائمًا ما تسعى للتنمية والنمو الاقتصادي لكنها تواجه عائقًا صعبًا يعرقل هذا النمو ويعطله وهو الفساد!
الفساد آفة يعاني منها المجتمع الدولي ككل ومكافحته ليس بالأمر اليسير فبالرغم من جهود الدول لمحاربته إلا أنه يزداد ويتفاقم، فوفقًا لمؤشر مدركات الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية تحتل تركيا المركز 91 لعام 2019 بعد أن كانت في المركز 78 في عام 2018، كذلك المملكة المتحدة احتلت المرتبة 11 في عام 2018 ونزلت مرتبة في عام 2019، واليابان التي كانت في المركز 18 وأصبحت في المركز 20.
فما نعاني منه بالمملكة يعاني منه العالم لكننا وبحمد الله وبرؤية ملهمنا الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله- فإننا نخطو خطوات ضخمة في مكافحته فوفقًا لترتيب مؤشر الفساد لعام 2019 السابق فإن المملكة تقدمت من المركز 58 من أصل 180 دولة عام 2018 إلى المركز 51 في عام 2019، في حين حققت المركز العاشر ضمن مجموعة العشرين الاقتصادية، وهذه تعتبر قفزة كبيرة!
وفي تصريح ولي العهد قبل أيام قال أن الفساد يستهلك 5% إلى 15% من ميزانية الدولة وهو عدد ليس بضئيل، وذكر مجموع متحصلات مكافحة الفساد الذي بلغ 247 مليار ريال خلال السنوات الثلاث الماضية، وكذلك فقد باشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) أكثر من 1240 قضية جنائية وتأديبية خلال السنوات الماضية.
فمنذ انطلاق رؤية 2030 تبنت المملكة مبدأي الشفافية والنزاهة وبدأت حربها ضد الفساد والمفسدين بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وبإشراف مباشر من ولي عهده الأمين وإلى اليوم المملكة ماضية في سبيل القضاء على الفساد وتطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة على كل من تسول له نفسه المساس بالمال العام.
ومن منطلق اهتمام المملكة بقضايا الفساد دعت مجموعة العشرين في مبادرة لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد تقوم على أساس مناقشة كل ما يخص التعاون الدولي لمحاربة الفساد والتغلب على تحدياته وتوظيف تقنية المعلومات والاتصالات بما يخدم النزاهة في القطاع العام والعمل على إنشاء شبكة عمليات دولية للسلطات المعنية بمكافحة الفساد لتسهيل تبادل المعلومات والتحقيق في قضايا الفساد وملاحقة مرتكبيها، وقد أعلنت المملكة من خلال مبادرة الرياض لمجموعة العشرين مساهمتها بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لصالح القضية.
في الختام .. العالم عانى من الفساد وتداعياته لفترات طويلة وحان الوقت لوقف آثاره وبتره من أساسه حتى تستمر التنمية والتطور على كافة الأصعدة، مبادرة المملكة مبادرة ليست بغريبة عليها فدائمًا ما تحرص على القضايا الوطنية والدولية، حفظ الله قادتنا وأدام عز بلادنا.