حضور و رحيل عنوان كل يوم في بداية حضور أشخاص و نهايته رحيل أشخاص قاعدة لحياة اليوم و حياة الغد .
الحياة قد تتجبر عليك و ترسم لك الابتعاد و الرحيل و تقف أمامك لتكون لك باند القاسي الذي يجعلك بلا حول و لا قوة مكثف الأذرع ليس بحوزتك سوء دموع الأعين و توسل القلب بدعاء .
أقدار تكتب لنا في رحلتنا الحياتية إما سرور و نجاح و حياة تنعم بها و إما حزن و شقاء و موت ، حياة بأقدارها تزرع ولكن لا ندري متى نحصدها ولا ندري ماهو طريقها و ما بدايتة و نهايتة بل تأخذنا بمحطاتها بين الحين و الأخر بل بها ننتظر المسافر ولعله لن يعود و يأتينا غائب ما كنا نرتجي عودته بل كان غائب مجهول .
الأقدار هي التي تأخذنا من بيننا من كان يخطط للمستقبل ، الأقدار هي التي تأخذ السعادة من ليله و تجعلها بكاء على فقيد أهلة دون جمع شمل من جديد .
الأقدار شمس تشرق عليك كل يوم و لكن لا تعلم هل ستغيب عنك فيوم ما و تجعلك من سعيد إلى حزين أو من حزين لسعيد .
الأقدار معادلة حياتية زمنها واحد و مكانها واحد ( الدنيا) و حاملها و كاتبها و مقسمها ماهو إلا واحد ( الله سبحانه و تعالى ) .
من الأقدار ماهو خزائن الحياة ما تصل إلينا إلا في وقتها الموعود لا تتقدم ولا تتأخر عنك ، إما تغني فقيراً و تفقر غنيً و تشفي مريض و تمرض صحيح و إما تأخذ من بيننا حبيب مخلص .
في عقد الحياة أقدار تبعثر ما حلمنا به و تبدل آمالنا فتتلاشى ولا نستطيع جمعها ، و أقدار تصنع لنا الأحلام و تجعلها حقيقة بدعاء لكاتبها ( الله ) فيجعلها أكثر و ضوحً .
عجيبة الأقدار تعلم المؤمن ما يفعله فمع وقوع المصيبة تعلمه قول ( إنا الله و إنا إليه راجعون ) ، و مع الفرحة قول ( الحمدالله رب العلمين ) ، فدائم عليك أن تردد قول ( قدر الله و ما شاء فعل ) فهي قناعة بأن كل شي بيد الله سبحانه و تعالى .