إنَّها السعودية !
د. عبدالمجيد الجلاَّل
لا شك أنَّ تنمية القوى البشرية ، بكفاءة وجودة ومهنية عالية ، مدخل رئيس إلى تطوير بيئات العمل ، وتعزيزها خلال الزمن ، لمواكبة التطورات العالمية في عصر الثورة المعلوماتية ، واقتصاديات المعرفة ، والمنافسة الحرة !
وتأتي ، في مقدمة برامج رؤية 2030 : التنمية البشرية ، وتستهدف بناء الإنسان السعودي ، بكل المهارات والقدرات الممكنة ، والمُتاحة ، لتمكينه من تحقيق طموحات الوطن ، والسير به قُدُماً ، نحو المكانة اللائقة به بين الأمم !
في هذا السياق ، حققت المملكة ، نقلة نوعية ، في مؤشر تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2022 , إذ بمقتضاه ، صعدت إلى المركز الخامس والثلاثين عالمياً، مقارنة بالمركز الأربعين ، في الإصدار السابق ، وذلك ، من بين 191 دولة !
وفي المجال نفسه ، حققت المرتبة العاشرة ، ضمن دول مجموعة العشرين، في النتائج الإحصائية لتنمية القوى البشرية ، لعامي 2019 و2021.
من جهة أخرى ، وفي مجال التعليم واكتساب المعرفة ، تقدمت المملكة بنحو 18 مرتبة ، في مؤشر متوسط سنوات الدراسة ، حيث حققت المرتبة السادسة والخمسين ، مقارنةً بالمرتبة الرابعة والسبعين في الإصدار السابق ، ما يعكس حرص القيادة الرشيدة ، على تنمية القوى والقدرات البشرية ، وتحسين معدلات الأداء والإنتاجية ، وتنمية المهارات ، والمعارف الكلية ، وإحداث التغيرات الهيكلية والتنظيمية ، التي تساعد على التعامل الإيجابي مع التطورات البيئية والتقنية الداخلية والخارجية ، ومتابعة أعمال تطبيقات التعاملات الإلكترونية .
وقد تمَّ ذلك ، من خلال برامج التدريب والإيفاد والابتعاث ، تحت إدارة وإشراف مؤسسات الدولة ، والجامعات ، ومراكز البحوث والدراسات ، والمؤسسات المتخصصة في تنمية الموارد البشرية ، وكل ذلك ، بهدف تعزيز الحضور العالمي التنافسي ، وتعزيز مكانة المملكة عالمياً ، في مجال التعليم واكتساب المعرفة ! وقد جرت العادة عالمياً ، على إنجاز كل ذلك ، خلال فترات زمنية طويلة ، ولكن الجميل في التجربة السعودية ، أنَّ مهارات التعليم واكتساب المعرفة ، قد تمَّ إنجازها في مدة زمنية أقل ، وبكل كفاءة واقتدار، وبجهود حثيثة من كافة وحدات منظومة التعليم في المملكة .
بالمناسبة ، يرتكز تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2022 ، الذي تمَّ إطلاقه في عام 1990 ، على ثلاثة أبعاد أساسية للتنمية البشرية ، هي : الحياة المديدة ، والصحية ، والمعرفة ، والمستوى المعيشي اللائق ، بغرض توفير قاعدة يمكن من خلالها ، إجراء مقارنات بين قدرة الدول والمجتمعات ، على تحقيق المساواة والعدالة والرفاهية لشعوبها !
كما يرصد التقرير الصعوبات والتحدّيات العديدة ، التي تواجهها الشعوب والمُجتَمَعات حول العالم ، في سعيها المُستمرّ من أجل تحقيق التقدّم ، ومن أبرزها الفقر والحرمان ، وتصاعد العنف ، والتغيير المناخي ، وغياب المساواة بين الرجال والنساء ، والتباين بين الدول فيما يخصّ جودة التعليم ، والرعاية الصحيّة ، والعديد من الجوانب الرئيسة الأخرى للحياة .
خلاصة القول المملكة العربية السعودية ، تسيرُ ، بثباتٍ ، وهمةٍ ، وعزيمة ، نحو مستقبلٍ أجملٍ، وحياةٍ أفضل ، ومجتمعٍ مُنفتح ، وجدولٍ واسعٍ من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة.