السعوديون متفائلون بمستقبل أفضل !

السعوديون متفائلون بمستقبل أفضل !



د. عبدالمجيد الجلاَّل

أصدر مركز الشرق الاوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية ، دراسة مفصلة عن مؤشر التفاؤل والرفاه ، وتحسن ظروف الحياة ، وتعزز الفرص الوظيفية ، في الوطن العربي ، على المديين القصير والمتوسط ، خاصة بما يتصل بفئة الشباب ! اعتمدتْ الدراسة ، على مؤشرات قياس مختلفة ، منها التنمية البشرية، وتنمية الشباب ، ونسبة تمكينهم من مراكز القرار ، وتطوير المهارات ، والتحول الرقمي في منظومة التعليم وتحسين جودته ، والابداع والابتكار ، والهجرة ، ونسبة بطالة الشباب ، والتوظيف ، ونسب الفقر ، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ، والتأثر بالتغيرات المناخية ، وعدد صناديق الثروة السيادية للأجيال القادمة ، ومدركات الفساد ، وتطور الجريمة … كأبرز العوامل المؤثرة على مؤشر التفاؤل ، إما سلباً في حال ارتفاعها ، وفي حال انخفاضها ، تؤثر ايجاباً في محفزات النظرة المتفائلة للمستقبل ، الى جانب تقييم مسارات الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني وتوقعات النمو .
والهدف الرئيس ، من هذه الدراسة مساعدة صناع القرار ، على إدراك أهمية التفاؤل ، كمؤشر يمكن قياسه ، في الدول العربية !
وعن تصنيف السعودية ، ضمن مؤشر التفاؤل والرفاه ، أكدت الدراسة أنَّ الحكومة السعودية تسير على الأرجح في الاتجاه الصحيح على مستوى اتخاذ قرارات فاعلة، من شأنها ، دعم نهضة البلاد في شتى المجالات , خاصة زيادة تمكين الشباب ومساعدتهم على تحقيق مشاركة أكبر في جهود البناء والتنمية !
إذ تسعى المملكة من خلال التعويل على كفاءاتها المحلية الشابة ، لتحويل اقتصادها تدريجياً ، الى منصة صناعات متطورة وتصديرية ، فضلاً عن دعم انفتاح المملكة على الحداثة والتطور والترفيه ، وهو ما يحفز مؤشر التفاؤل بين الشباب .
كذلك ، ووفقاً لهذه الدراسة ، تعززت النظرة المستقبلية الإيجابية لمسار التنمية بالمملكة ، بفضل ارادة سياسية معلنة ، بالرهان على الشباب ، من أجل انجاز مشروعات ضخمة وعملاقة على غرار مدينة “نيوم” المستقبلية التي سوف تستقطب التكنولوجيا المتقدمة ، وهو تحدٍ ، يعزز التفاؤل بين أجيال السعودية القادمة .
إضافة إلى تحسن ترتيب السعودية ، في مؤشرات كثيرة ، أغلبها مرتبط بالتنمية البشرية ، وجودة التعليم ، والمؤسسات التعليمية ، وهو ما يساعد على دعم جيل متعلم صاحب كفاءات عالية ، سوف يسهم بالتأكيد في تطوير المملكة .
من جهة أخرى اهتمت السعودية ، بتحسين جودة حياة المواطن ، بالاستثمار في الأنشطة الثقافية والترفيهية ، وتحسين الموارد الأساسية ، الكفيلة ببيئة مثالية ، لأجيال الغد ، خاصة على مستوى تطوير الثروات الزراعية ، والمصادر المائية ، والتي تبرز ، كأحد أبرز تحديات القرن الحالي ، أمام دول مجلس التعاون الخليجي ، على المدى المتوسط ، لتماثل نفس الخصائص البيئية ولو بشكل متفاوت .
وعن تحسن متوقع لأسعار النفط على المدى القصير والمتوسط ، أكدت الدراسة أنَّ المملكة ، تسعى لزيادة مصادر ثروات أجيال المستقبل ، كما أن احتياطاتها المالية المودعة في صناديق سيادية مخصصة لأجيال المستقبل، تُعزّز من النظرة المتفائلة حول موارد تمويل التنمية المستقبلية.
وخلُصت الدراسة إلى أنَّ تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة ، عامل إيجابي مهم يدعم مؤشر التفاؤل ، خاصة بعد خوض القوات السعودية ، تجربة المواجهة المباشرة في الصراع اليمني ، وهو يُمثل مرحلة اختبار ، لرفع قدرات المملكة الدفاعية من أجل صد التهديدات الخارجية ، وهو ما يقود في نهاية الأمر ، إلى رفع مستوى الثقة في استقرار المملكة .
خلاصة القول ، هذه الدراسة ، بكل مؤشراتها المختلفة ، تؤكد سلامة التوجه التنموي والحضاري للمملكة لتكون ضمن أفضل الأمم في مجالي البناء والتنمية .

عين الوطن