قال خطيب الحرم المكي الشيخ فيصل غزاوي، إن “العافية” من نعم الله، قال تعالى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ)، ومفهومها واسع لاينحصر في عافية الجسد وصحة البدن كما قد يفهمه بعض الناس.
وأضاف خطيب الحرم المكي لا يدرك قيمة العافية إلا من فقدها، فالعافية إذا دامت جدلت. وإذا فقدت عرفت لذتها وانكشفت متعتها؛ وقد قيل في الحكمة: العافية هي الملك الخفي.
وتابع: “كم من إنسان تحفه العافية وتغمره فلا تخطر بباله الآلام والبلاياء ويبلغ به الأمر مداه في اتباع هواه بأن يسخر من أهل البلاء. ولا يحمد الله أن سلمه وعافاه ، فما أحوجنا ونحن مطمئنون في حصن العافية إلى اليقظة والإفاقة والتوبة والإنابة والدعاء وقت الرخاء قبل نزول البلاء.”
وأوضح أن العاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالماً من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلاً العافية.
والعافية في الدنيا هي أن يعافيك ويسلمك من كل ما يكدر العيش الدنيوي من هموم وأكدار وأحزان وآفات وأدواء وأسقام. أما سؤال العافية في الآخرة. فهو أن يعافيك من فتنتها وعذابها وسعيرها وينجيك من أهوالها وشدائدها.