خرج الهلال من المنافسة على تحقيق بطولة كأس العالم للأندية ولكنه كسب احترام العالم أجمع بما قدّم.
نادي الهلال السعودي جعل اسم المملكة العربية السعودية شامخاً في هذه البطولة، حينما أخرج بطل أفريقيا الترجي التونسي أولاً وذهب لفلامنجو بطل أمريكا الجنوبية وكان نداً عنيداً له طوال التسعين دقيقة، وبالخصوص في الشوط الأول من المباراة،
وكانت اللياقة البدنية عاملاً أساسياً في خروج بطل آسيا من المنافسة على الوصول لنهائي البطولة على الأقلّ.
الإنجاز الذي وصل إليه الهلال معتاد ولكنه مختلف.
أعلم جيداً بأنّ التأهل لهذه البطولة ليس انجازاً فريداً،
ولكن تواجد الهلال في هذه البطولة له مذاقاً خاصاً أشبه بشربة الماء بعد سنوات كثيرة من العطش،
ذهب لاعبو الهلال إلى قطر وجماهيرهم مكتفية بالوصول لكأس العالم ولكن كانت المفاجأة السارة بالوصول لدور نصف النهائي،
وقد وصل الطموح عنان السماء بنهاية الشوط الأول أمام فلامنجو حينما بدأت الجماهير الهلالية تشعر بأنّ فريقها قادراً على الوصول لنهائي كأس العالم،
بمجرد أن يصل طموح المشجع الهلالي لهذا الحدّ فإنّك يجب أن تقف احتراماً وتقديراً للاعبين وللجهازين الفني والإداري في هذا الفريق.
نحن بالفعل أمام جيل هلالي مبشر للكرة السعودية عقلا وفناً وثقافة.
لا أضمن استمرار هذا الجيل بهذا الآداء، فلست أنا من سأقودهم، بل أنتم كإعلام وجماهير من ستدعموا هذا الجيل ليصلوا بالكرة السعودية إلى أعلى مكانة بالعالم.
هذا الجيل بقيادة زرافان شعارهم مهاجمة أي فريق في العالم مهما كان اسمه، وعدم الركون للدفاع كما نشاهد من جميع الأندية العربية وكذلك المنتخبات حينما تواجه الفرق والمنتخبات الكبيرة في عالم كرة القدم.
هذه الثقافة لا أعتقد أنّها متواجدة عربياً سوى في الهلال فقط لاغير،
نادي الهلال هو المثال الحي لمعنى تطور كرة القدم التي أراها تغيّرت في أساليبها وطرق لعبها وسحرها،
كرة القدم داخل أرض الملعب ليست فوضى كما نشاهد في بعض المباريات،
كرة القدم أصبحت للمبدعين الذين لديهم المغامرة على فعل كلّ شيء وليس بعض الأشياء.
مدرب الهلال زرافان أحد أهم المبدعين في دورينا،
ويجب الحفاظ عليه،
هذا الرجل لديه أفكاراً جديدة ومغامرات مختلفة ويجب أن يأخذ نصيبه من الاحترام.
هنيئاً للهلال كمنظومة عمل متكاملة في المملكة العربية السعودية وأرجوا أن نرى نماذج أخرى غير الهلال تصل لما وصل إليه هذا الفريق
للجميع تحياتي