خسر نادي الاتفاق من متصدر الدوري السعودي برباعية قاسية في الدمام، ومع هذه الخسارة خرجت الأصوات الجماهيرية التي تُطالب بإبتعاد إدارة النادي، والبعض اكتفى بالمطالبة بإقالة مدرب الفريق خالد العطوي، ويجب احترام أنصار هذا الرأي أو ذاك، لأنّها الآراء التي تستحقّ الاحترام،
أمّا الرّأي الشّخصي الذي أراه هو أنّ إدارة النادي في هذا الموسم نجحت في التعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين، وجلبت جهاز إداري مكوّن من لاعبين سابقين مميزين،
نادي الاتفاق هو خامس الأندية السعودية صرفاً للأموال في هذا الموسم، ويمتلك ٣ لاعبين أجانب شاركوا في الدور نصف نهائي من بطولة كأس أمم أفريقيا والتي أقيمت في القاهرة قبل أشهر وهم أسامة الحدادي ونعيم السليتي وكذلك أفضل حارس أفريقي الرايس مبولحي والذي ساهم في تحقيق منتخب بلاده للبطولة.
وجلبت إدارة النادي أفضل لاعبي الفيصلي العام الماضي وهو روجيريو وكذلك اللاعبين سيدريك ودوركار واستمرار فليب كيش في هذا الموسم.
كنت أتمنى الابقاء على رامون أرياس وبرايان أليمان والتعاقد مع ظهير أيمن أجنبي وكذلك محور دفاعي، وكانت هذه وجهة نظر متواضعة وقتها لم تلتزم بها إدارة النادي ومِن حقّها ذلك طالما ترى أنه رأيٌ خاطيء.
لن نذكر الماضي لأنه انتهى، ويجب التفكير بالوضع الحالي في الفريق.
الحق يقال بأنّ الفريق يمتلك الأدوات المتميزة القادرة على الذهاب على الأقل للمراكز الستّ الأولى.
ولكن نقطة الضعف الكبرى تكمن في المدرب الغير قادر على الوصول للتشكيلة المثالية خلال ٦ جولات سابقة، عطفاً على أسلوب لعبه الذي لا يناسب هذا النادي الكبير أبداً.
حينما يمتلك هذا المدرب أسماء بقيمة علي الخيبري وسعيد الربيعي وعبدالله الخطيب وتجدهم جميعاً في دكة البدلاء بسبب الإصرار على مشاركة محور الارتكاز فليب كيش في قلب الدفاع فهذا الأمر يدعوا للغرابة،
وحينما يلعب الفريق في ٦ جولات سابقة وهي عبارة عن ١٢ شوط يتم الزج فيها بصالح القميري في ٤ أشواط وسعد خيري في ٨ أشواط بدون أيّ سبب مقنع فهذا الأمر هو سبب عدم اتزان الفريق دفاعياً.
البعض ينتقد سيدريك ومِن حقهم ذلك،
ولكن السؤال؛
كيف لقلب دفاع أن ينسجم وأنت تضع بجانبه في ٦ مباريات فقط ٣ قلوب دفاع ولاعبيْن في مركز الظهير الأيمن يتمّ تغييرهم بصفة مستمرة.
كيف سيحدث الانسجام في الخط الخلفي وأنت تفعل ذلك ياكابتن خالد؟
يتحدث البعض بأنّ الفريق هجومياً سيء.
ولا يتحمّل ذلك أيضاً سوى المدرب خالد العطوي الذي يزجّ بفواز الطريس كلاعب أساسي وبعد ذلك يبعده ومن ثم يُعيده، ونفس الحال تماماً ينطبق على نعيم السليتي وحامد الغامدي وصالح العمري.
لم يستقرّ على الأسماء الهجومية حتى الآن وبالتالي طبيعي جداً أن لا تُشاهد الفريق مرعباً للمنافسين،
البعض ينتقد سليمان دوكارا ولازلت عند رأيي السابق بأن هذا اللاعب يحتاج لمدرب يجيد توظيفه داخل منطقة الجزاء لأنّ اسلوب لعبه قريب من جوميز وتاوامبا،
ولكن وكما يرى الجميع بأننا لا نشاهده رأس حربة تقليدي في نادي الاتفاق.
حتى هزاع الهزاع وهو أفضل مهاجم سعودي في الفترة الحالية تمّ تدميره بعدم إعطائه الفرصة الكافية للعب المباريات وبالخصوص بجانب دوكارا.
مدرب الفريق الحالي ليس لديه أيّ حلول داخل أرض الملعب سوى انتظار مجهودات اللاعبين الفردية.
الاتفاق الذي كان مرعباً في الدمام أصبح حملاً وديعاً للمنافسين في عهد هذا الرجل.
نصحت إدارة النادي سابقاً بعدم المغامرة بالتعاقد مع مدرب ليس لديه أيّ تاريخ في دوري المحترفين،
وهاهو الأهلي يبعد صالح المحمدي رغم أنه حقق ٧ نقاط من ٩ في ٣ مباريات سابقة، لأنهم يدركون حجم فريقهم وحجم الدوري الممتاز.
ليس عيباً بأن يتم إقالة خالد العطوي والبحث عن مدرب مميز في التنظيم الدفاعي، خاصة والفريق يمتلك أسلحة هجومية قوية وقادرة على صنع الفارق.
الأمور لازالت في يد إدارة النادي بقيادة المهندس خالد الدبل الذي يجب أن يعي بأنّ من يطالب بإقالة خالد العطوي الآن وفي حال الإصرار عليه سينضمّ بعد فترة للأنصار التي تطالب بإبتعاد إدارة النادي.
جماهير الاتفاق لا ترحم، ومثلما ابعدت الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري بحجة التغيير فهي قادرة على ابعاد أيّ رئيس يُفضّل مصالحه الشخصية على مصلحة الاتفاق.
التعليقات (٠) أضف تعليق