صخرة “النصلة” وهو الاسم الذي يطلقه سكان وأهالي محافظة تيماء عليها، كما أنها تعتبر من أحد العجائب الجيولوجية الشهيرة في جنوب تيماء في المملكة، ويمكن وصفها بأنها كتلة صخرية ضخمة مقسومة إلى نصفين بشكل شبه هندسي، وسميت بـ”النصلة” لأنها نصلت أو انفردت عن الجبال التي بالقرب منها، وتحتوي واجهتها على مجموعة من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية لأشكال حيوانية متنوعة.
وقد كتب عنها الكثير وعن طريقة تكونها بهذا الشكل، وقد ذكر البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون أن صخرة النصلة هي جزء منفرد عن جبل قريب منها، وسمي هذا الجبل على أسمها جبل النصلة وأن الصخرة تتكون من طبقات سميكة من أحجار الرمل ترسبت وتكونت على مدار السنين وعمرها الجيولوجي يتراوح بين 542 مليون سنة إلى 488 مليون سنة، وأن التفسير الجيولوجي لحدوث الانشطار في النصلة يقول أنه حدث نتيجة زحزحة بسيطة بين جانبيها أدت إلى هذا الانشطار دون أن تسقط أياً من الكتلتين وهذا الانشطار وقع منذ زمن قديم جداً مشيراً إلى قدم الرسومات عليها والتي يبلغ عمرها ما لا يقل عن 15 ألف سنة، ولعل هذا التفسير هو الأقرب لتكونها.
ولعل لدي وجهة نظر حول تكون هذا الشكل من الصخرة من منظور جيولوجي وعلمي آخر قد يتفق بعض الشي مع ما تطرق له أستاذي البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون ولكن هي محاولة لإيجاد الطريقة الأقرب لتكون هذا الشكل الهندسي لهذه الصخرة، وما اتجهت له حيال تكون هذه الصخرة بهذا الشكل المميز وهو أن هذه الصخرة كانت بحجم أكبر من الحجم الحالي وظهر أثناء تكونها بعض الشقوق والفواصل والتي تحدث عادة في مثل هذه الصخور بشكل هندسي وتأخذ تقاطعات عمودية وأخرى أفقية ولعل لهذه الشقوق والفواصل ظهرت في بداية مرحلة تكون الصخرة وأخذت تقاطعات عمودية وقسمت هذه الصخرة إلى أربعة أقسام ظل قسمين منهما صامداً وقسمين سقطت وتلاشت مع عوامل التعرية التي تعرضت لها خلال ملايين السنين، وما يدل على ذلك وجود جانب من الصخرة يتضح جلياً كجدار مصقول أو واجهة نقشت عليها الرسوم القديمة والجانب الآخر ظل على شكله الطبيعي كما سيتضح بالصور، ولعل بجوار الشق الذي يفصل الصخرة إلى جزئيين ويعطيها الشكل المميز شق وفاصل آخر موازي له تماماً ويظهر في الجانب الآخر واضحاً كما هو موضح على الصور ، وقد عملت التعرية والعمليات الجيوكيميائية على تأثر هذه الشقوق والفواصل ومن ثم سقوطها وتلاشيها مخلفة وراءها شق الهندسي رائع بين الكتلتين وانفصال الكتلتين الأخريين عن الكتلتين الحالية، ومنذ حصل ذلك عملت عوامل التعرية الهوائية والمائية على نحت هذه الصخرة في قاعدتها وفي الشقوق وجعلت لها أوجه ملساء أعطت لها شكلاً أكثر تميزاً، ويتضح من الصور وجود شق آخر موازي للشق الحالي والذي قد يسقط ويعمل على اتساع هذا الشق وذلك جراء اتحاد عوامل التعرية المائية والهوائية والجيوكيميائية بالإضافة إلى الإزاحة أو الحركة أو الخلخلة التي قد تحدث جراء حدوث هزات أرضية بسيطة في المنطقة… هذا والله أعلم.