قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده ستضطر لتغيير سياسة الهجرة تجاه اللاجئين الأفغان وعددهم حوالي 3 ملايين شخص، وستعمل على إخراجهم إذا ما استمرت الضغوط الاقتصادية ضدها.
وأكد عراقجي خلال مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإيراني، مساء أمس الأربعاء، أنه بعد تشديد العقوبات الأميركية والضغوط الاقتصادية المستمرة على إيران، لن نستطيع تحمل تكاليف اللاجئين الأفغان، وسنضطر أن نطلب منهم مغادرة البلاد”.
وأضاف أن “أكثر من ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون في إيران، وأن مليونين منهم قد شغلوا فرص العمل، وهناك 468 ألف طالب أفغاني يدرسون مجانًا في المدارس الإيرانية، وحساب كل منهم 600 يورو سنويًا، بالإضافة إلى 23 ألف طالب آخرين يدرسون في الجامعات الإيرانية ونفقاتهم السنوية هي 15 ألف يورو لكل منهم”.
وشدد نائب وزير الخارجية الإيراني على أنه “إذا أثرت العقوبات الأميركية على اقتصادنا ووصلت مبيعات النفط إلى الصفر، فإن جمهورية إيران الإسلامية مجبرة على اتخاذ سياسات خاصة لاقتصادها، وبالتالي قد لا نكون قادرين على تحمل كل ذلك، وقد نطلب من إخواننا الأفغان مغادرة إيران”.
من جهته، رد محمد عيسى رحيمي، المستشار في الحكومة الأفغانية، الخميس، على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، قائلا إنها “تصريحات غير ناضجة”.
وكتب رحيمي في صفحته على فيسبوك: “إن تصريحات عباس عراقجي تمثل من ناحية السلوك المتناقض لإيران والمخالف للتعاليم الإسلامية، حيث إنهم يتبجحون بتطبيق المفاهيم الإسلامية لكنهم في الواقع يعبرون عن الأيديولوجية الفكرية لهذا النظام الذي يدعي الإسلام، ومن ناحية أخرى، فإنها في الواقع تعبر عن ذروة الفشل والبؤس الدبلوماسي الذي يتجلى في تصريحات عراقجي غير الناضجة وغير المحسوبة”.
وقال رحيمي إنه “لأكثر من أربعين عامًا تدعي إيران أنها “أم القرى العالم الإسلامي”، واستغلت شعار” الإسلام العابر للحدود”، لكسب الموالين لها وتعبئة غير الإيرانيين بما يتماشى مع مصالحها القومية الخاصة، لكن هذا الشخص أظهر أنهم ما زالوا بعيدين عن ثقافة الإسلام الرفيعة”. وأضاف: “آمل ألا يكون هذا الموقف المعقد رأي معظم المسؤولين الإيرانيين، خاصة قائد البلاد الذي أصدر أمرا بإدخال آلاف التلاميذ الأفغان الذين لا يمتلكون هويات مدنية إلى المدارس الابتدائية”.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني للدول الأوروبية بأنه في حال انهيار الاتفاق النووي، فإن إيران لن تكون قادرة على دفع ثمن مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب الناتج عن التحديات الأمنية وتدفق اللاجئين.
وقال روحاني لدى إعلانه وقف التزام بلاده بالحد من تخصيب اليورانيوم والماء الثقيل، خلال اجتماع حكومته الأربعاء، إنه إذا انهار الاتفاق، فإن إيران لن تكون قادرة على تدفق اللاجئين والقضايا الأمنية الناتجة عنها أو مكافحة المخدرات التي يتم تهريبها إلى أوروبا، حسب تعبيره.