ضراوة قمع النظام لمناصري زعيم المعارضة خوان غوايدو بفنزويلا المنتفضة على دكتاتورها نيكولاس مادورو، تحتدم إلى درجة أن الجيش أصبح ينقضّ بعرباته المصفحة على المدنيين، وفقاً لما يتضح من فيديو تعرضه “العربية.نت” أدناه لمحيط قاعدة La Carlota الجوية بالعاصمة كاراكس، حيث ظهرت مدرعات قتالية للمشاة، طراز VN-4 صينية الصنع، وهاجمت مدنيين تظاهروا مطالبين الثلاثاء بسقوط النظام وإنقاذ البلاد من أسوأ أزمة استوطنت بقطاعاتها منذ سنوات، ولا زالت تعلّ فيها على كل صعيد.
وكان غوايدو الذي أعلن نفسه في يناير الماضي رئيسا لفنزويلا بالوكالة واعترفت به 50 دولة حتى الآن، زار القاعدة الجوية وأعلن منها عن تلقيه دعما من “جنود شجعان” بالجيش، سماهم “نواة مرحلة نهائية” من خطته للإطاحة بمادورو، على حد ما نقلت الوكالات، إلا أن الحكومة التي دانت ما سمته “محاولتهم القيام بانقلاب عسكري” أعلنت عبر تغريدات كتبها وزير الاتصالات Jorge Rodriguez في حسابه التويتري أمس، أنها تتعامل معهم كمجموعة صغيرة من “خونة عسكريين يحاولون دعم انقلاب على رئيس البلاد” وأرسلت قوة من الجيش لقمعهم ومن تكاتف معهم من المدنيين.
من شوارع العاصمة الفنزويلية بدأت تلوح مؤشرات عن انقسامات بالجيش، وبداية حرب تصطدم فيها قوات النظام مع أخرى بدأت تنتفض عليه، بحسب تقارير تشير أيضاً إلى أن النظام أغلق معابر الوصول إلى قصر Miraflores الرئاسي، وهو أيضاً مقر الحكومة. أما في الفيديو المعروض، فنرى وسط تكاثف الغاز المسيل للدموع اثنين من المتظاهرين ملقيين على الأرض بعد انقضاض المدرعة التي تبدو بطيئة في تحركها، مع أن سرعتها 115 كيلومتراً بالساعة، طبقاً للوارد بسيرتها.
وتسارعت المواقف أمس الثلاثاء من احتدام الأزمة الفنزويلية وتطوراتها، خصوصاً إعلان عدد من العسكريين عن دعمهم لغواندو، وأهم ما ظهر، هو كشف وزير الخارجية الأميركي عن نية لمادورو بالعيش منفياً في كوبا، وتلخص “العربية.نت” أدناه أهم ما طرأ من مواقف ومعلومات بخصوص الأزمة.
• مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، أعلن أن واشنطن مستعدة للتدخل عسكرياً بفنزويلا “لأنه لا مجال لبقاء مادورو”، موضحاً أن الجيش الأميركي “قادر على تلبية رغبة الرئيس في حال اختياره الخيار العسكري للتعامل مع فنزويلا”، وكشف أن مادورو كان على وشك الفرار إلى كوبا صباح أمس الثلاثاء للعيش فيها منفياً، لكن الروس “أشاروا عليه بضرورة البقاء” كما قال.
• الرئيس دونالد ترمب، هدد بفرض حصار “شامل وكامل” على كوبا لدعمها مادورو، وكتب تغريدة في “تويتر” قال فيها: “إذا لم توقف القوات المسلحة والميليشيات الكوبية فوراً العمليات العسكرية، وتلك التي تسبب موتاً وتدمر دستور فنزويلا، فسيتم فرض حصار كامل وشامل، إلى جانب عقوبات على أعلى مستوى (..) آمل أن يعود كل الجنود الكوبيين بسرعة وسلام إلى جزيرتهم”.
• إريك برنس، مؤسس شركة “بلاك ووتر” الأمنية والمؤيد البارز لترمب، ذكر أنه يخطط لإيفاد 5000 جندي أميركي للمساعدة في إطاحة مادورو، ونقلت “رويترز” أنه عقد سلسلة اجتماعات بشأن خطته مع أشخاص مقربين من ترمب وعدد من أثرياء الجالية الفنزويلية، كان أحدثها في منتصف أبريل الماضي.
• جون بولتون، مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، قال إن الولايات المتحدة تريد انتقالاً سلمياً للسلطة بفنزويلا “مع أن كل الخيارات تبقى متاحة” وشرح أن ما يحدث بفنزويلا التي تخطط المعارضة فيها لتنظيم أكبر تظاهرة اليوم الأربعاء ليس انقلاباً وإنما محاولة من الرئيس الشرعي خوان غوايدو للسيطرة على الأوضاع.
• في موسكو، ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن بالبلاد لبحث الوضع في فنزويلا. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الاجتماع كان بحضور الأعضاء الدائمين “حيث تم إيلاء الكثير من الاهتمام للوضع بفنزويلا في ضوء الأنباء الواردة عن محاولة انقلاب في هذا البلد” على الحكومة الشرعية المنتخبة، واعتبر أن التدخل الخارجي في فنزويلا غير مقبول.
• وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، دعت مادورو إلى “التنحي الآن” بعد إعلان غوايدو انضمام عسكريين لحركته لإطاحة الرئيس، وقالت إن مؤتمراً طارئاً عبر الهاتف سيعقد لاحقاً لبحث التطورات بفنزويلا مع وزراء خارجية “مجموعة ليما” المكونة من 14 دولة شكلت لإيجاد حل لأزمة فنزويلا، ولا تعترف بولاية مادورو الثانية.