هي مخترعة للقفاز الذكي وهو قفاز ذكي مزورد بأدوات استشعارية دقيقة مدمجة في تصميم القفاز وهي تعمل على رصد حركة اليد أثناء القيام بلغة الإشارة والتعرف عليها ومن ثم ترجمتها لنص يظهر على الشاشة وصوت ينطق من السماعة (BrightSign) وهي أيضا باحثة في كلية جولد سميث في لندن،وحاصلة على جائزة (فيفا تكنولوجي) وجائزة الابتكار التقني العالمي لشركة (IBM) نموذج للمرأة السعودية المتميزة وعين الوطن سعت لإجراء هذا الحوار مع هذه الشخصية الناحجة وإليكم نص الحوار :
باختصار من هي هديل أيوب ؟
أولاً وقبل كل شيء أنا زوجة وأم لأربعة أبناء وعائلتي هي مصدر إلهامي وسعادتي. أنا ابنة لوالدين طبيبين زرعوا فينا أنا وأخوتي حب العلم والسعي في طلبه وتطوير الذات والمواهب على الصعيد العلمي والشخصي.
بدأت مشواري العملي كمحاضرة في التصميم ولكن سريعاً ما استنبطت بأن البرامج التقنية المستخدمة في التصميم تم برمجتها من قبل متخصصين في الكمبيوتر وليس مصممون، مما تسبب في تقييد أفكار المصمم لصعوبة استخدامها ومحدودية الخواص المتوفرة. فاتجهت للتعليم العالي وتخصصت في البرمجة الإبداعية creative coding وحصلت على الماجستير في هذا التخصص من جامعة لندن في محاولة مني لسد الفجوة بين المصممين التقنيين والمبرمجين.
ومن هنا اتجهت للتقنية والبرمجة الذكية ومن ثم الذكاء الاصطناعي واخترت بأن يكون هذا تخصص الدكتوراه وذلك لسهولة تطبيقه في جميع المجالات سواء الطبية أو التعليمية أو حتى الترفيهية.
– الشغف بالعلم والاختراعات اوصلك اليوم إلى اختراع القفاز، من اين جاء هذا الشغف؟
بصفة رئيسية من الأهل ومن نشأتي في محيط محفز للتعليم المستمر والإبداع فيما اختاره من تخصص أو هواية. لا أذكر يوماً بأنني التزمت بحدود مادة كنت أدرسها أو هواية كنت أمارسها. دائما ما كنت اتجه إلى التجارب والتهور أحياناً وليست كل تجربة كانت ناجحة ولكن تعلمت الكثير من البحث والتطوير باستقلالية عن المناهج التقليدية.
– واليوم عند تحقيقك هذا الإنجاز ماذا تقولين؟
الحمد لله الذي أعطاني الفرص والظروف لأنجزه واسأل الله أن يكون علم ينتفع به وصدقة جارية لي ولكل من علمني ودعمني
– أنت رئيسة ومؤسسة لbrightsign technology limited حدثينا عنها؟
أسست BrightSign كشركة محدودة في بريطانيا سنة ٢٠١٧ أثناء دراستي للدكتوراه في لندن وذلك عندما التحقت بمسرعة أعمال خاصة بالمشاريع الناشئة التقنية. في ذلك الوقت قررت بأن اتجه نحو ريادة الأعمال وسجلت في العديد من البرامج التي تدعم الأكاديميين لتطوير المهارات الإدارية والتنفيذية. اشتركت في العديد من المسابقات وتم منح BrightSign عدداً من الجوائز التي وفرت للشركة مقر للعمل ومكنتني من تكوين فريق عمل لتطوير وإنتاج قفاز برايت ساين. بدأنا في التعاقد مع دوائر حكومية لاختبار القفاز مع مجموعة من مستخدمي لغة الإشارة في المدارس الخاصة وكانوا هم أول جهة لاعتماده وتوفيره في مدارسهم بعد الإنتاج.
– وأيضا انت الرئيس التنفيذي ولمؤسس لRe-voice حدثينا عنها؟
قمت بتأسيس Re-Voice في الولايات المتحدة الأمريكية في ٢٠١٧ كشركة مستقلة عن BrightSign وتركز على السوق الأمريكي والذي يختلف تماماً في آلية التعامل معه عن السوق البريطاني والأوروبي. وجدت صعوبة كبيرة في إدارة شركتين منفصلتين بين أمريكا وبريطانيا بالرغم من أنه كان لدي شريك في أمريكا. لذلك قررت بأن أنهي نشاط Re-Voice وأركز على BrightSign خصوصاً أنني كنت متواجدة في لندن للدراسة آنذاك. والآن وقد بدأنا في الإنتاج محلياً في بريطانيا، نبحث عن شركاء في دول أخرى لتوزيعه، وخاصة في السعودية والإمارات والتي بدأنا فعلياً في المفاوضات مع عدة جهات لاعتماده.
– كلية (جولد سميث) في جامعة لندن ماذا أضافت لك ؟ وماذا أضفت لها كباحثة فيها؟
كلية جولدسميث اختارت مشروعي للقفاز الذكي ليمثل الجامعة في مسابقة هاكاثون المنظمة من قبل IBM والمقامة في كوريا الجنوبية في ٢٠١٦. حصولي على المركز الأول وفوزي في هذه المسابقة كان أول تنبيه لي بأن مشروع القفاز له مستقبل مما شجعني على تطويره أكثر وإضافة خواص له ليصبح منتج تجاري ويتناسب مع السوق ويلبي احتياجات الفئة المستهدفة
– حديثنا عن اختراعك (القفاز) ؟
قفاز BrightSign هو قفاز ذكي مزورد بأدوات استشعارية دقيقة مدمجة في تصميم القفاز وهي تعمل على رصد حركة اليد أثناء القيام بلغة الإشارة والتعرف عليها ومن ثم ترجمتها لنص يظهر على الشاشة وصوت ينطق من السماعة. القفاز لديه العديد من الخواص التي تمكن كل مستخدم من اختيار اللغة التي يرغب القفاز التحدث بها وأيضاً الصوت. القفاز الآن يدعم ٣٨ لغة منطوقة ب١٨٠ صوت مختلف. القفاز يستخدم الذكاء الاصطناعي ليتعلم من كل مستخدم لغة الإشارة الخاصة به مما يجعله مناسب لمعظم الدول باختلاف استخدامها للغات الإشارة واللغات المنطوقة.
– الاختراع هل سيكون سعر امتلاكه في متناول الجميع من فئة الصم والبكم؟
معظم هذه الفئات لا تستطيع الوصول للتقنية التي يحتاجونها بسبب التكلفة الباهظة ولذلك من أهم العوامل التي ركزت عليها عند تطوير القفاز كان تخفيض التكلفة بما يتناسب مع دخلهم ومع المخصص المتوفر لهم من الجهات الداعمة. في بريطانيا تم التعاقد مع عدة جهات حكومية لتوفير القفاز بدون رسوم لمن يستوفي الشروط في المدارس والمعاهد. أسعى لتطبيق نفس الاتفاقيات بما يتناسب مع السوق في الدول العربية
– ولماذا بذات تركزت فكرة اختراعك في فئة الصم والبكم دون غيرهم ؟
بالرغم من أن القفاز لم يستهدف هذه الفئة مبدئياً ولكن بعد العمل معهم لتطبيق الدراسات الأولية أثناء بحث الدكتوراه أصبح من الواضح جداً بأن هناك حاجة لمثل هذه التقنية وبالتالي انضمت لي مجموعة كبيرة منهم لتطوير مواصفات القفاز بما يتناسب مع احتياجاتهم
– هل سوف يكون لك هناك اختراع يخدم فئة أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
عندما أضفت خاصية توظيف الذكاء الاصطناعي لتمكين القفاز من التعلم من كل مستخدم لغة الإشارة الخاصة به، أصبح القفاز مناسب ليس فقط لفئة الصم والبكم ولكن أيضاً لأطفال التوحد وضعاف السمع من المتقدمين في السن وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا لجلطة وفقدوا القدرة على الكلام
– هناك الكثير من أبناء الوطن يريدون أن يصبحوا مثلك؟ ماذا تقولين لهم ؟
اختاروا عملاً تحبون القيام به وتستمتعون بإنجازه. ركزوا على هدفكم واستمروا في التقدم نحو تحقيقه ولا تلتفتوا لمن يثبطكم عن ذلك. سوف تطرأ ظروف ويتغير المطاف وهذا طبيعي. كونوا مرنين وطوروا من مهاراتكم الشخصية وليس فقط العلمية. احرصوا بأن تكونوا محاطين بأشخاص إيجابيون يدعموكم بالطاقة ويؤمنون بقدراتكم.
– ماهو شعارك في الحياة ؟
“أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”
– ماهي الكلمة التي تريدين أن ينقلها الناس عنك ؟
حلمي بأن أعطي صوت لمن ليس له صوت
وفي نهاية حوارنا الشيق مع الأستاذة هديل أيوب نتمنى لها المزيد من النجاح والتفوق وعلى أن يكون لنا معها لقاءات وانجازات أخرى بمشيئة الله تعالى.