تابعت كما تابع الجميع ٣ مباريات رسمية من تصفيات كأس آسيا وكأس العالم المشتركة والتي يشارك فيها منتخبنا الوطني في المجموعة التي تضمّ فلسطين وسنغافورة واليمن واوزبكستان، وهي المجموعة السهلة جداً التي من المفترض بأنّ الأخضر السعودي وعطفاً على الفوارق الموجودة حسم أمرها تماماً وبنتائج تاريخية يتمّ كتابتها في صفحات التاريخ،
ولكن شيئاً من هذا لم يحدث أبدا، حيث تعادل منتخبنا مع اليمن وفاز على سنغافورة وعاد ليتعادل مع فلسطين وأصبح في المركز الثاني خلف أوزبكستان وبخمس نقاط فقط وسط فوارق نقطية بسيطة جداً مع منافسيه في المجموعة.
لم أكتب هذا المقال إلّا بعد مشاهدتي لهموم من يحترق قلبه وهو يشاهد منتخبه يظهر بهكذا آداء وهكذا روح. وإلّا أنا كنت متوقّعاً لهذا المشهد ولم أتفاجأ به.
نحن الآن لا نمتلك سوى مدرباً مميزاً يجب أن ندعمه وندعم أفكاره وتوجّهاته.
المدرب ريناد والذي يعيش صدمة معنوية كبيرة جداً لأنّه اعتاد قيادة منتخبات أفريقية تمتلك سلاح الروح القتالية واللّعب بكلّ قوة لأجل الأوطان، وهذا الأمر ليس موجوداً في لاعبي منتخبنا الوطني، أقول ذلك وأنا حزين جداً، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نعترف بها.
وهنا يجب أن نقف عند أسباب اختفاء الروح عند لاعبي الأخضر السعودي إذا ما أردنا مُشاهدة منتخب وطن يقود الشّعب إلى الأفراح مستقبلاً،
هل وصول اللاعب السعودي لمرحلة الإكتفاء مادياً دوراً في ظهوره بهكذا روح؟
هل أصوات الأندية والتي تكتسح صوت المنتخبات دوراً في ذلك؟
هل وصل اللاعب السعودي لمرحلة التشبّع الكروي وباتت طموحاته محدودة؟
هل للإعلام السعودي دور في ظهور الفريق بهكذا روح؟
أركز على الروح القتالية لثقتي بأننا نمتلك أدوات رائعة ومدرب متمكن وأجهزة إدارية متميزة.
وبالتالي مِنْ واجبنا كاعلام سعودي بأنْ نبحث أسباب ظهور المنتخب بهذه الروح وليس بهذا الآداء.
إن كان المال سبباً في ذلك فأعتقد أنّ قيمة اللاعب السعودي حالياً تقلّصت مادياً بعد قرار السبع لاعبين أجانب، وهناك فقط بعض اللاعبين المدللين في أنديتهم والذين إن كانوا سبباً في هذا البرود فأتمنى عدم مشاهدتهم في القائمة القادمة،
وإن كان التشبّع الكروي مع الأندية سبباً مباشراً في ظهور اللاعبين بهذا البرود مع الأخضر السعودي فأتمنى عدم مشاهدة اللاعب الذي حقّق مع ناديه كافة البطولات وذاق طعم الانتصارات كثيراً.
وإن كان الإعلام السعودي هو السبب المباشر فيجب أن نراجع حساباتنا في التعامل مع هذا المنتخب الذي حينما حقق الفوز على سنغافورة أفردت الصحف والقنوات الرياضية المساحات لهذا المنتخب، وكلّ اعلامي ذهب للتغزّل بهذا اللاعب أو ذاك، وكأنّ منتخبنا الوطني حقّق معجزة كونية بهذا الفوز.
أعتقد بأنّ أمام ريناد المساحة الكافية الآن لمتابعة الدوري السعودي والتركيز على اللاعبين الجائعين لممارسة كرة القدم مع المنتخب السعودي، وهؤلاء اللاعبين موجودين في أندية الاتفاق والفيصلي والحزم والتعاون والشباب والرائد والفيحاء والوحدة وأبها وضمك والعدالة والفتح،
والتأكيد يوجد ما يبحث عنه مدرب منتخبنا الوطني في أندية الهلال والنصر والاتحاد والاهلي، ولكن بنسبة أقلّ مع كلّ الاحترام والتقدير لهذه الأندية.
أرجوا أن يذهب مساعدو المدرب ريناد لمتابعة دوري الدرجة الأولى السعودي والذي أراه كنزاً من المواهب الجائعة التي تحلم بلبس شعار منتخب البلد.
تكتيك المدرب ريناد وكذلك أسلوبه لن ينجح دون تواجد اللاعبين الذين يملكون الروح القتالية بالإضافة للطموح والعزيمة والتحدي.
وأرجوا أن لا ينخدع ريناد بمستويات اللاعبين في أنديتهم في المرة القادمة.
لن أمليء على المدرب الكبير الأسماء التي من المفترض تواجدها ولكن الأسئلة التالية أحتاج الإجابة عليها.
أين لاعب التعاون ابراهيم الزبيدي ومدافع الشباب متعب المفرج وكذلك عبدالمجيد الصليهم ولاعبا الوحدة أيمن خليف وعلي النمر ومحور الفيحاء مهند فلاتة ولاعبو الاتفاق حامد الغامدي وفواز الطريس وعلي هزازي ولاعب الرائد عبدالله المقرن ولاعب أبها صالح عباس ولاعب ضمك عبدالعزيز الشهراني ولاعبا الحزم أسامة الخلف وحسن الحبيب ولاعب القادسية عبدالمحسن القحطاني عن المنتخب السعودي؟
هل هناك شرطاً لانتقالهم لأندية معينة حتى نشاهدهم يقودون الأخضر السعودي؟
حينما تستدعي مثل هؤلاء اللاعبين يا ريناد ستضرب عصفورين بحجر واحد،
العصفور الأول توجيه الرسالة لمن يرى نفسه أكبر من المنتخب بأنها لن تقف عليك،
أما العصفور الثاني والذي أراهن عليه بأنك ستكون أكثر سعادة وأنت تقود مثل هذه النوعية من اللاعبين.
تبقى وجهة نظر شخصية، وإن أصبت فلي أجرا الصواب والاجتهاد وإن أخطأت فأنا راضٍ عن أجر الاجتهاد.
للجميع تحياتي.
التعليقات (٠) أضف تعليق