منذ بدى أزمة اليمن الاخيرة وسقوط العاصمة صنعاء بادرت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سيادة الملك سلمان بن عبد العزيز في قيادة التحالف العربي العاجل دونما تردد للحفاظ عن الأرض العربية والارواح المسلمة التي سيرت لها الجيوش وجهزت لها العتاد لخوض معارك القتال في كل البقاع حيث سطرت أروع الملاحم والبطولات في الميادين.
ورغم كل تلك الظروف العصيبة لم تنسى المملكة تلك النفس البشرية وحاجتها للعيش الكريم في مختلف نواحي الحياة المدنية الأساسية والتنموية التي جند لها مركز الملك سلمان كل الإمكانيات والسبل الإغاثية والتنموية العامة والعاجلة للرقي بالوضع الإنساني إلى الافضل رغم ظروف العرب المخيمة على المنطقة بشكل عام.
فلو عرجنا على تفاصيل منجزات مركز الملك سلمان على أرض الواقع لوجدنا أرقام هائلة تدل على عزم المملكة في النهوض بالمستوى الانساني الى الافضل، فقد واصل المركز توزيع السلال الغذائية على النازحين بعدة محافظات،ومن ظمنها توزيع 1000 كرتونة من السلال الغذائية على النازحين في مخيم الخانق بمديرية نهم التابعة لصنعاء، وقد استفاد من توزيع هذه السلال الغذائية أكثر من ستة آلاف فرد.
وفي احصاء اجمالي نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 371 مشروعًا حتى أواخر سبتمبر الماضي، بكلفة تجاوزت 2,3 مليار دولار أمريكي،وقال المركز إن مشروعات الصحة والأمن الغذائي ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والتعافي المبكر والمياه والإصحاح البيئي حازت على النسبة الأكبر من هذه التمويلات بنحو 1.8 مليار دولار.
هذا وبلغت عدد المشروعات الصحية التي نفّذها مركز الملك سلمان،حسبما نقلت وسائل أنباء سعودية رسمية، 158 مشروعًا بتكلفة تجاوزت 5,6 مليون دولار، حيث نفّذت 58 مشروعصا للأمن الغذائي في جميع المناطق اليمنية بتكلفة تجاوزت 582 مليون دولار، جاءت بعدها مشاريع دعم وتنسيق العمليات الإنسانية بتكلفة 599 مليون دولار، فيما بلغت مشاريع التعافي المبكر والمياه والإصحاح البيئي 21 و23 مشروعًا على التوالي، بتكلفة تجاوزت 150 مليون دولار.
ومن جانبه أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في وقتٍ سابق من أكتوبر الجاري، أنَّ حجم المساعدات السعودية المقدمة إلى اليمن منذ العام 2015 بلغت 14,5 مليار دولار، منها ملياران و269 مليونًا و975 ألف دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.
وأكد كلامة الربيعة في حلقة نقاش بمقر مركز فكر “بوصلة” في العاصمة البلجيكية بروكسل، أنَّ المساعدات كانت في عدة مجالات أبرزها الأمن الغذائي والصحة، والتعافي المبكر، ودعم وتنسيق العلميات الإنسانية، والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، والإيواء والمواد غير الغذائية، والحماية، والتعليم، والخدمات اللوجيستية، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ وغيرها.
وقد استعرض الربيعة خلال الحلقة النقاشية المشروعات النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) ومراكز الأطراف الصناعية التي تقوم بتعويض من فقدوا أطرافهم جرّاء الألغام والصواريخ، وإعادة تأهيلهم للتأقلم مع الأطراف الصناعية المناسبة التي تساعدهم في ممارسة حياتهم الطبيعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي وزجت بهم في الصراع المسلح ممن هم تحت سن الثامنة عشرة، مبينًا أنه جرى العمل على دمجهم في المجتمع وتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية والتعليمية لهم ولأسرهم من قبل خبراء متخصصين.
مؤكد في الوقت ذاتة حرص المملكة العربية السعودية على تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز ليشمل مناطق اليمن كافة، وأوضح أنّ العمل الإنساني يواجه العديد من التحديات والصعوبات تتمثل في انتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران للعمل الإنساني في اليمن، ومنها حجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها، وترهيب العاملين في الحقل الإنساني وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.
وفي الختام نستوضح مما سبق بأن المملكة مدت يد العون للاعمار وإعادة الاستقرار للوطن والمواطن الذي يكابد الحياة المصاحبة لكل الأزمات والحروب على مر العصور وهذه من أصعب مراحل البناء التي تتم والحرم لم تزل قائمة رغم إن المملكة تصارع في كل الميادين القتالية والتنموية الإغاثية على حدا سواء.
التعليقات (٠) أضف تعليق