بقلم-جميلة البيشي
أذكر ذات يوم كنت مع زوجي في السيارة وذاك اليوم كان شديد الحر فلقد تزودت بالماء البارد جداً ، وحين وصلنا لوجهتنا التي نريد نزلت أنا أنهيت الإجراءات المطلوبة مني وعدت حينها للسيارة ، وجاء دور زوجي فذهب ليكمل هو مايلزم ولكن المصرف كان حينها مكتضاً بالعملاءوخاصةالقسم الرجالي منه فلقد استغرقت في الإنتظار داخل مقصورة السيارة أكثر من الساعة .
وفي كل ثانية تمر علي وأنا أنتظر كانت الحرارة تشتد ،والغريب أن جهاز التبريد يعمل !! ولكن أقسم بأنني تعرضت لحرارة لايعيها عقل ومع الحرارة التي كانت تحيط بي شعرت بالعطش فتذكرت قنينة الماء البارد جداً .
وحين هممت لأخرجها من حقيبتي فإذا بي ألمح ذلك العامل الكبير في السن، وهو يجر خلفه مكنسته فحز في خاطري وأثرته على نفسي ففتحت النافذة وقدمت له قنينتي الباردة التي لا أمتلك غيرها علمًا بأني كنت في حاجة ورغبة لشرب الماء ، فتناولها مني وهو يكاد يحلق عالياً من الفرح ومضى على سور مرتخي فجلس وشرب وغسل وجهه .
وأنا أنظر إليه بسعادة غامرة أن برّدت عليه حر الجو ،والذي كنت أنا أعانيه في نفس اللحظة ازداد استيائي من طول الإنتظار وحين هممت بإخراج هاتفي لأتصل بزوجي فإذا به يخرج من المصرف متجهاً نحوي فتح السيارة وجلس وإذا به يصرخ في وجهي !!ويغلق التكييف سريعاً؟!ويتوجه بالمركبة إلى أقرب مكان به ظل .
ومن حسن الحظ كانت هناك محطة مزودة بكل مايلزم من أمورالمركبة كالبنشر والكهربائي وإلى أخره، أوقف السيارة داخل ظل المغسلة وأمرني بالترجل سريعًامن المركبة ،ومع اندهاشي من طلبه إلا أنني ترجلت كما أمرني ووالله ما إن ابتعدت عنها خطوتين فقط إلا وبإذا الدخان يتصاعد عالياً من المقدمة !!فلقدكادت أن تنفجر وأنا بداخلها !!، لولاأن جاء زوجي واكتشف أن بها عطل تسبب بارتفاع الحرارة.
حدثت هذه الحادثة معي قبل قرابة العامين، وإلى يومي هذا أتذكرها وكأنها حدثت بالأمس!! فلو أنني ماخرجت لكنت الأن ربما من عداد الأموات، ولوأنني ماتصدقت وجعلت قنينة الماء خالصة لوجهه الكريم لربما كنت الأن مصابة بتشوه ،فقط قنينةماء !!دفعت عني عظيم بلاء !!لم ألقي لأثر القنينة أي اهتمام بهذا القدر ولم أكن أعيي قول صنائع المعروف تقي مصارع السوء إلا بعد هذه الحادثة.