قوة الكلمة
بقلم : شوق محمد
للكلمات قوة وطاقة ونفوذ تتخطى سطحية الأجساد وتلامس الأرواح بشكلٍ مباشر فأحياناً تعمّرها وأحيان أخرى تدمرها
ولطالما سمعنا بأشخاص نجحوا بسبب كلمة وآخرين فشلوا بسبب أخرى فالكلمات البسيطة المندرجة في منتصف سياق الأحاديث اليومية والعابرة قد تُحرر وأيضاً هي نفسها قد تُقيد فتجعل المتلقي عالقاً بين حروفها كُلما اراد اجتيازها عاد لهُ الألم المصاحب لوقعها الأول..
وللأسف نجد البعض منا سيء باستخدام ألفاظه فيضع كلمة قاسية جلْدَه في سياق جملةٍ لا تستدعي ذلك ولو أنه أعاضها بأخرى لخدم المعنى وجبر الخاطر، ولكنها مضاعفات ثقافة متدنية في اللطف، على الرغم من أن اللطافة تصرفٌ بسيط لا يُتعب صاحبه ولا يكلّف عليه أبداً
إلا أننا نجد من يستصعبه وكأنهُ أمرٌ جلل
فنرى البعض يجرح ويقسوا ويؤلِم بحجة الصراحة أو إبداء الرأي أو أحياناً تطفلاً بدون أدنى سبب
وكأن هذه الممارسة اليومية والبشعة التي إعتادها لو أنه مر يوم بدونها لأصبح مملاً ثافلاً بدون نكهة
(تبدو جميلاً اليوم)، (وجهك مُشرق)، (هندامك رائع)، (ابتسامتك جميلة)، (تبدوا رائعاً)
وغيرها الكثير من الكلمات البسيطة التي لو علمنا عن حجمها الفعلي داخل النفوس لحشرناها في غير سياقها ولاستخدمناها بغير موضعها كنوع من الكرم اللفظي والتعبير عن مستوى الرقي، فالترف والرقي ياسادة ليس مقياسهُ الملابس والأماكن التي يرتادها الفرد بل أن للألفاظ دوراً مهم في إعطاء الناس خلفية كافية عن مدى رفاهيتهُ الفكرية
(كونوا جميلين من الداخل أولاً فالداخل أهم بكثير، أيضاً احرصوا على انتقائيتكم في تكوين الجمل وأسرفوا في اللطف فإنه الإسراف المحمود، أنتم لا تعلموا أيّاً من كلامكم سيصنع فارقاً في حياة أحدهم وأيهُ سيدمرها للكلمات قوة فعلية تضاهي قوة الأسلحة ، فأحسنوا إستخدام أسلحتكم ).
التعليقات (٠) أضف تعليق