أسرتك أمانة في عنقك
بقلم / أ. منصور بن عبدالله أخضير
قد تعاني بعض الأسر من خللٍ في علاقاتها الاجتماعية بسبب غياب رب الأسرة عن المنزل لساعات طويلة، الأمر الذي يشكل صعوبة على عاتق الزوجة بسبب عدم قدرة رب الأسرة في التوفيق بين الحياة العملية والحياة الأسرية، التي عادة ما تتسبب في وقوع خلافات قد تؤدي إلى الانفصال وتشتت الأبناء وضياع مستقبلهم فيكونوا ضحية ذلك الخلل في المنظومة الاجتماعية.
والتساؤل: كيف لرب الأسرة أن ينظم تلك الحياة الاجتماعية وأن يوفق بين حياته العملية والاجتماعية ليقوم بواجباته تجاه أبنائه وأسرته ؟
يمكنك قضاء وقتٍ ممَيَّزٍ مع عائلتك للتعبير عن الحب والتوازن العاطفي تجاههم، حيث يسهم في بناء الثقة ويعزز من شخصية الأطفال نفسياً واجتماعياً، وخصوصاً في ظل عالمنا الحالي الذي يتسم بالإيقاع السريع وجداول أعمالنا المزدحمة، حيث تتزايد الأعباء على العديد من اﻵباء الذين يواجهون صعوبة في قضاء وقت مميز مع أطفالهم، وبدافع الشعور بالذنب يعوض بعض الآباء عن غيابهم بشراء بعض الألعاب لأطفالهم وينفقوا قدراً كبيراً من المال، وللأسف فإن هذا خطأ كبير .
فهل هذه المسؤولية والأمانة تجاه الأبناء ؟!
إن هذا السلوك ليس فقط بديلاً سيئاً عن أهمية وقت الأب، ولكنه أيضاً يسفر عن مشكلة كبيرة في سلوك الأطفال من خلال تدليلهم المفرط، فحينما يتم تلبية جميع ما يريده الأطفال فإنهم سريعاً ما سيفقدون الرغبة الملحة على النجاح وسيكسبون توجهاً يقضي بأن آباءهم مجبرون على توفير متطلبات حياتهم.
لذا بغض النظر عن انشغالك أيها الأب أو مدى شعورك بالإرهاق بعد قضاء يوم شاق في العمل، حاول قدر الإمكان أن تقضي على الأقل وقتَّا مُمَيَّزًا مع أطفالك لتعويضهم عن الحرمان الذي تعرضوا له في غيابك، وشارك وخفف العبء عن تلك المرأة العظيمة التي تحملت وما زالت تتحمل المسؤولية والعبء الكبير في غيابك، فإن لها حقوقًا مثلما عليك واجبات، ووجودها لا يقتصر على خدمتك ودورك تجاه أبناءك لا يقتصر على تأمين احتياجاتهم اليومية بل يعني لهم تحقيق السعادة والترابط الأسري.
لذا فإن مسؤولية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الزوجين تقتضي قيام كل واحد بدوره ومسؤولياته، كيلا تختل تلك المنظومة الأسرية.
وهنا أختم بقوله صلى الله عليه وسلم:
( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ).
عائلتك أمانة في عنقك، فحافظ عليها من الضياع والتشتت.
وفقكم الله لما يحب ويرضى، وحفظ لكم أبناءكم من كل مكروه.