عين الوطن - شيئاً من الحنين للوطن - عصام العواضي
أعود إليك يا وطني..
وقد جثُمَ حنينكَ بين أضلاعي
وقد لملمتُ ما لملمتُ
أشواقاً مبعثرة لها سنوات ضائعة.
أعودُ إليكَ ملتهفاً
غريباً ظلَّ مسلكهُ
صبياً تاهَ في حيِّ من الأحياء
فأبكاهُ حنينُ أباه
وقد أبكاني ما أبكاه
قريباً قد أرا داري
قريباً أقرعُ البابَ
قريباً أسلكُ العتبات
قريباً قد أرا الأنهار والوديان.
وقد لبستْ
حُليٌ من حلي صنعاءِ مخضرٍ
مطرزةٍ بأزهارِ
موسدةٍ تنامُ فوقها الأشجار سارحة .
جميلٌ أن أرا وطني
عروساً يوم ميلادي
فقد آن لأترك هذه الصحراء
وأنسى هذه الوحشة
أراقب كيف يزهو الورد
وينثر عطره للفجر
وان لبلبلي يشدوا
يغني في فناء الحي.
أعود يشدني غصنٌ لزيتونٍ أمام الباب
قريباً قد أرى أمي
وقد أبكتها شخصيتي
تذود الدمع من عيني
وتحضنني
وترشف قُبلة من خد فلذتها
فقد حرمت من التقبيل أعوام.
أعود إليك يا وطني
ولم أحمل..
سوى ذكرى لمزرعة
قضيتُ فيها أيلول
زرعتُ فيها أمالي وأحلامي
وحين حصادها الفيتُ ما الفيتْ
غزاها سِرب عقبانٍ .