لم يحسب نحّات تمثال الكاهن السوري القديم، والذي يرجع تاريخه إلى أكثر من ألفي سنة، أنه سيباع على الأرصفة، في شوارع اللاذقية السورية التي تعد معقل آل الأسد.
وبثمن بخس، أيضا، تم الترويج لقطعة نقدية أثرية، لا تقدر بثمن، وإلى جانب التمثال والقطعة النقدية، كان هناك تمثال صغير لم تظهر ملامحه.
وفي التفاصيل، روّج شخصان، علناً، في أحد شوارع اللاذقية السورية، للقى أثرية سورية، وحددا ثمن بعض تلك القطع، وهو مبلغ 25 ألف دولار أميركي، ثمنا للقطعة النقدية التاريخية، فيما لم يعرف الثمن الذي طلباه، لتمثال الكاهن السوري القديم، والتمثال الآخر. ولم تذكر سلطات النظام السوري التي قبضت عليهما، بعد وقع الضجة التي أثارها الترويج العلني لقطع أثرية للبيع، في الشارع، الكيفية التي حصل فيها الرجلان المسلحان على مثل تلك اللقى النادرة.
ويتسلح الرجلان المشار إلى اسميهما بالحروف الأولى، فقط، ويبلغ الأكبر منهما من العمر 47 عاماً، والثاني 36 عاماً، ببندقية كلاشينكوف روسية ومسدس حربي وخزائن ضخمة من الرصاص، في سيارتهما. وهو السلاح الذي لا يمكن أن يتنقل في اللاذقية، حصراً، إلا إذا كان تابعا لعناصر ميليشيات النظام المنتشرة هناك بكثافة.
وتحتوي اللاذقية السورية، متحفا ضخماً هو المتحف الوطني التابع للمحافظة، ويضم مجموعة من القطع الأثرية، تتبع لتواريخ مغرفة في القدم، كالتاريخ الأوغاريتي ثم اليوناني، والروماني، والبيزنطي. كما يضم جناحاً خاصا بالتاريخ الإسلامي، وفيه عدد كبير من النقود الذهبية من مرحلة الدولة الأموية، فضلا من النقود المصنوعة من معادن أثرية أخرى كالبرونز والفضة.
وبحسب الصورة المنشورة على صفحة داخلية النظام، للقطعة النقدية التي عرضها الرجلان للبيع بـ 25 ألف دولار أميركي، فهي تحمل لون الذهب، أما تمثال المتعبد الجامع يديه في وضعية تبتل، فهو مصنوع من حجر المرمر.
وتعود حضارة أوغاريت اللاذقانية، إلى قرابة سبعة آلاف عام قبل الميلاد، وقد تم الكشف عن بقاياها، بالمصادفة، عام 1928م، من طريق أحد فلاحي منطقة “رأس شمرا”. وترى بعض المصادر التاريخية أن أوغاريت المذكورة مهد إحدى أقدم الأبجديات في التاريخ.