سارت موسكو خطوة واسعة نحو استعادة الحياة الطبيعية، بعد مرور 12 أسبوعاً من الإغلاق الكامل، والقيود المشددة في العاصمة وعدد واسع من الأقاليم الروسية.
وشكل قرار عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، أمس، بإلغاء نظام العزل الذاتي ورفع غالبية تدابير الإغلاق في المدينة، تتويجاً لقرارات الرفع التدريجية التي أصدرتها الأقاليم الروسية خلال الأسبوعين الأخيرين، علماً بأن موسكو شكلت خلال مرحلة انتشار الوباء البؤرة الأساسية لتفشيه في الأقاليم والمدن الروسية.
وفرضت في المدينة خلال الأسابيع الماضية تدابير حازمة.
ورغم أن معدلات الانتشار ما زالت مرتفعة نسبياً في روسيا، بأرقام تقترب من معدل 9 آلاف إصابة يومياً، لكن البلاد حققت قفزة كبيرة في معدلات التعافي، كما أن أرقام الإصابات في موسكو تراجعت بشكل قوي، لتكون أدنى من ألفي إصابة يومياً خلال الأسبوع الأخير. وسمح ذلك بإطلاق الخطة التي أعلن عنها سوبيانين، الذي قال أمس، إن «موسكو تعود إلى إيقاع الحياة المعتادة، سيتم رفع القيود الرئيسية في يونيو (حزيران)، لكن مع مراعاة السلامة الوبائية والتدابير الصحية».
ووفقاً للمسؤول الروسي، فإنه اعتباراً من اليوم الثلاثاء، سيتمكن سكان موسكو، بما في ذلك كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، من الخروج من منازلهم بحرية. وسيتم إلغاء نظام التصاريح الرقمية ونظام العزل الذاتي، الذي كان مفروضاً للحد من انتشار فيروس «كورونا».
وأكد عمدة موسكو، أن العاصمة الروسية ستخرج من إجراءات العزل والحجر الصحي على 3 مراحل؛ الأولى تبدأ اليوم، عبر استئناف قطاعات مثل صالونات التجميل والحلاقة ومحلات التصوير وشركات تأجير السيارات عملها. وتبدأ المرحلة الثانية بعد أسبوع عبر فتح عيادات الأسنان والمكتبات والمكاتب العقارية والمتاحف وقاعات العرض وحدائق الحيوانات. كما سيتم فتح جزء كبير من المطاعم والمقاهي المزودة بالشرفات الصيفية.
في حين سيتم استئناف أنشطة مثل مراكز اللياقة البدنية، وأحواض السباحة، والرحلات الترفيهية في نهر موسكو، ورياض الأطفال، في 23 يونيو الحالي، الذي يشهد أيضاً استئناف نشاط قطاع المطاعم بشكل كامل.
وتمهد هذه الخطوات للوصول إلى نهاية الشهر بفتح كامل واستعادة للحياة الطبيعية، علماً بأن الروس يتوجهون في الأول من الشهر المقبل إلى مراكز الاقتراع للتصويت في استفتاء على التعديلات الدستورية، التي أقرت في مارس (آذار) الماضي.
في الوقت نفسه، حذّر عمدة موسكو من أن خطر الإصابة بفيروس كورونا ما زال قائماً، ودعا إلى الامتثال لتعليمات التباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامات الواقية، بهدف «الحفاظ على الذات واحترام الآخرين»، كما أنه يتوجب على الشركات الامتثال لمتطلبات الخدمات الصحية.
وبلغ العدد الإجمالي للإصابات في روسيا إلى أكثر من 476 ألف حالة، فيما بلغت الوفيات 5971 حالة منذ بدء تفشي الوباء في البلاد.
وذكرت السلطات الصحية أن 3957 شخصاً تماثلوا للشفاء خلال آخر 24 ساعة، لتصبح حصيلة المتعافين 230688 شخصاً.
وفي العاصمة موسكو، البؤرة الأكبر لتفشي الوباء في البلاد، تراجع مؤشر الوفيات اليومية إلى 51 شخصاً خلال اليوم الأخير، تزامناً مع انخفاض حالات الشفاء الجديدة من 2283، أول من أمس، إلى 1633، أمس، بينما شهدت الزيادة اليومية للإصابات ارتفاعاً طفيفاً من 1956 في اليوم السابق إلى 2001 حالة في الساعات الـ24 الأخيرة.