في الوقت الذي يعمل العالم فيه بمنهجي «التباعد الاجتماعي» و«العمل عن بعد»، وجدت الروبوتات فرصتها في العمل، خصوصاً في المجال الطبي، الذي صار أكثر التخصصات خطورة، كونها تتعامل مع الفيروس.
ورغم أن الروبوتات قد تصاب بفيروسات تقنية، إلا أنها لا تصاب بفيروسات مثل «كورونا» المستجد التي تصيب البشر، وهذا ما جعل الروبوتات تزيد أهميتها في هذا الوقت، لتكون حلقة وصل بين المريض من جهة، والممرض والطبيب من جهة أخرى.
ووظفت المملكة، أنظمة الذكاء الصناعي، في مواجهة فيروس كورونا المستجد، للتقليل من مخاطر انتقال العدوى إلى الفرق الطبية التي تواجه الفيروس، وذلك عبر روبوت يتنقل بين المرضى، ويحمل العديد من المميزات التي تجعل الطبيب أو الممرض بعيداً عن الضغوط النفسية في الكشف على المصاب.
الطبيب الآلي الذي يدعى «B2»، باشر مهام عمله كطبيب آلي في مستشفى الملك سلمان في العاصمة الرياض، منذ بداية الشهر الحالي، حيث يقوم بعمل جولات مع الفريق الطبي للكشف على المرضى، وتقييم حالتهم، حيث يوجد في أحد الأجنحة التي تستوعب 27 حالة مصابة.
ويمتاز الروبوت بعدد من المزايا، منها أنه يمكن له أن يقوم بالكشف السريري على المريض، ومنها أن يفحص نبضات القلب والعين والجلد والأذن والصدر، باستخدام الأجهزة الطبية الموصولة بالروبوت، كما يعد وسيلة تواصل مرئية بين المصاب والطبيب البشري، الذي يتحكم بالروبوت من غرفة منفصلة أو من موقع خارج المستشفى، عبر تطبيق في الهاتف المحمول، حيث يعرف هذا الروبوت المسارات وغرف المرضى جيداً، عبر وضع رقم الغرفة في التطبيق، ويتجه إليها مباشرة.
يقول استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم، الدكتور نزار عدنان بخش، وهو رئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى الملك سلمان، إنه تم تفعيل الطب المرئي عن بعد Telemedicine»»، وذلك من خلال توفير تقنيات حديثه تكون حلقة وصل بين الطبيب والمريض، موضحاً أن ذلك يأتي حرصاً على سلامة الممارسين الصحيين، وتقليل مخاطر التعرض لفيروس كورونا المستجد.
وأشار الدكتور بخش، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه يتوفر حالياً جهاز واحد، يتمكن من خلاله الأطباء التواصل مع المرضى في قسم العزل على مدار اليوم، سواء من داخل المستشفى أو من خارجها، «عن طريق نظام شبكة عالمية تضمن استمرار الاتصال من غير انقطاع»، مشيراً إلى أنه تتوفر ملحقات للروبوت تمكن الطاقم الطبي من أخذ العلامات الحيوية وفحص المريض سريرياً.
ويعد الطبيب الآلي «B2» أحد الأطباء الجدد في المرحلة التجريبية الأولى التي تقوم وزارة الصحة باستخدامها لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وتوفر تقنية الطب الافتراضي الفرصة للطبيب وبقية الممارسين الصحيين، لتقديم الرعاية والاستشارة الطبية من غير الحاجة للوجود بجانب المريض، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بأطباء من خارج المستشفى للدخول معهم في استشارة طبية افتراضية من خلال الروبوت.