أثار إعلان تلفزيوني مصري عن تجمع سكني فاخر شرق القاهرة، جدلاً ممزوجاً بالسخرية من مغزى الإعلان الذي رأى البعض أنه «يرسخ لمفهوم الطبقية في البلاد التي يعيش نحو ثلث سكانها تحت خط الفقر بحسب الإحصاءات الرسمية».
«الناس هنا كلها شبه بعض»، جملة ذكرت بشكل عابر في الإعلان السكني، لكنها أثارت حفيظة جمهور «السوشيال ميديا» في مصر الذي كان منشغلاً قبل بث الإعلان على الشاشات بمتابعة تفاصيل حلقات المسلسلات الرمضانية وانتقاد أداء بعض الممثلين.
ونشرت مودي سعيد، إحدى الناشطات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقطع فيديو ساخر عن الإعلان، تضمن مشاهد منه مع تغيير في الكلمات لتركز على فكرة التمييز الطبقي على غرار مطالبة أي شخص لا يسكن في هذا التجمع السكني بمسح أرقام هواتفهم، وعدم التواصل معهم، أو وصف الناس من غير ساكني هذا التجمع بأنهم «فقراء»، وجمل أخرى مثل «احنا هنا بنشوي بالفلوس، وعندي شجرة فلوس كل يوم برويها».
لكن ياسمين القاضي، وهي صحافية مصرية وإحدى سكان المدينة صاحبة الإعلان، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «المقصود بكلمة community أو أن الناس شبه بعض الواردة في الإعلان هو أن المدينة تحتوي على تجمع سكني متكامل فيه كل الخدمات بحيث لا تضطر للخروج منه»، غير أنها ومع إقرارها بأن «هذه الجملة ربما حملت نوعاً من الاستفزاز للناس، فإنها ترى أن المدينة تضم أكثر من مستوى اجتماعي، ففيها فيلات وشقق سكنية، ومساكن تابعة لوزارة الإسكان، ويسكنها كثير من اللاجئين السوريين».
وانتقلت ياسمين إلى هذه المدينة منذ خمس سنوات بحثاً عن الراحة النفسية، والهواء النقي وهو ما يتوفر من خلال الحدائق المنتشرة في المدينة على حد قولها، لكنها في الوقت نفسه، تؤكد أن المدينة ليست الأكثر رفاهية في التجمعات الموجودة حولها، حيث تسكنها في الغالب الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة، بخلاف تجمعات سكنية أخرى تسكنها طبقات اجتماعية أعلى».
ويبلغ متوسط سعر المتر في الشقق السكنية في المدينة السكنية صاحبة الإعلان 12 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جينه مصري بالمتوسط)، فيما يبلغ متوسط سعر متر الشقق في مدينة أخرى مجاورة لها وتابعة لنفس الشركة، أكثر من 16 ألف جنيه، والعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) نحو 10 آلاف جنيه، وفق أحدث إحصائيات مؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وتقييم العقارات.
ويضم سوق العقارات في مصر مستويات متنوعة إذ يبلغ متوسط سعر المتر في التجمع السكني «القطامية هايتس» حوالي 35 ألف جنيه بحسب الموقع العقاري نفسه.
وبسبب كثافة تداول الإعلان فإن شهد تفاعلاً كبيرا، إذ نشر صاحب حساب يحمل اسم صلاح الدالي، فيديو يعلق فيه على الإعلان ويسخر من الجمل الإعلانية به، متسائلاً لماذا تقدمون مثل هذا الإعلان للمصريين، وما علاقة الشعب المصري بهذا التجمع السكني، وما الذي تقصدونه بأنه مكان غير موجود لا داخل مصر ولا خارجها، مطالباً سكان المنطقة المعلن عنها، بعدم الخروج منها حتى لا يلتقوا بما وصفه بالوحوش الذين يسكنون خارج هذه المدينة، وواصفاً الإعلان بأنه «عنصري».
ووصلت نسبة الفقر في مصر إلى نحو 33 في المائة، وفق آخر إحصاء رسمي العام الماضي، ويتوقع الكثير من الخبراء أن تشهد هذه النسبة ارتفاعاً خلال الفترة المقبلة بسبب تأثيرات فيروس كورونا.
إعلان مصري عن مساكن فاخرة يفجر «جدلاً طبقياً»
المشاهدات : 136
التعليقات: 0