كشفت دراسة حديثة أن أصحاب الوزن الزائد قد يكونوا في خطر أكبر مقارنة مع نظرائهم، في حال إصابتهم بفيروس كورونا، الأمر الذي قد يهدد حياتهم على نحو كبير.
وربطت الدراسة بين الوزن الزائد ومضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن تمت دراسة بيانات أكثر من 15 ألف مريض بالفيروس في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الأحد.
ودرس علماء بريطانيون من جامعات أدنبرة وليفربول وإمبريال كوليدج-لندن عينات من 177 مستشفى في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لتحديد العلاقة بين الإصابة بكورونا وبعض العوامل، مثل العمر أو الجنس أو الظروف الصحية.
وقال البروفيسور بيتر أوبينشو، من جامعة إمبريال كوليدج-لندن، إنه من المحتمل أن تكون الدهون الزائدة حول الأعضاء الداخلية عائقا أمام إفراز المواد المضادة للجهاز المناعي.
وأظهرت الدراسة التي قادها أوبينشو، مع البروفيسور كيني بايلي من جامعة أدنبرة، والأستاذ كالوم سمبل من جامعة ليفربول، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للخطر بسبب الفيروسات.
ولأن فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي، خصوصا الرئتين، فإن السمنة تزيد من صعوبة توسيع الحجاب الحاجز والرئتين واستنشاق الأوكسجين، الأمر الذي سيحرم الأعضاء من الأوكسجين.
ويقول الأطباء إن الجهاز المناعي للأشخاص الذين يعانون من السمنة يحتاج للعمل بشكل مضاعف في حال الإصابة بفيروس كورونا، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج مضادات مناعية بشكل أكبر، مما يتسبب في حدوث التهابات في الخلايا.
وهذا ما قد يفسر تدهور رئة الشخص السمين بشكل أسرع عندما يصاب بأحد الفيروسات التاجية، ومن بينها فيروس كورونا، مقارنة بالشخص غير البدين.
وقبل أيام قليلة، أكد كبير علماء الأوبئة في فرنسا أن السمنة “تشكل خطرًا أكبر” على المصاب بفيروس كورونا بالنظر إلى غيره، وتكون مضاعفات المرض عنده أشد.
وقال البروفيسور جان فرانسوا دلفريسي، الذي يرأس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية بشأن الوباء، إن ما يصل إلى 25 بالمئة من الفرنسيين معرضون بشدة لخطر الإصابة بالفيروس بسبب العمر أو السمنة.
وأضاف أن الأميركيين معرضون أيضًا للخطر بسبب ارتفاع مستويات السمنة في الولايات المتحدة، حيث يعاني حاليًا 42.4 بالمئة من السكان البالغين من زيادة الوزن الشديدة.
وطالب دلفريسي، في تصريحات لـ”راديو فرنسا”، الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بتوخي الحذر، واتباع المزيد من الإجراءات الوقائية تجنبا للإصابة بفيروس كورونا.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 42.4 بالمئة من سكان الولايات المتحدة البالغين يعانون من السمنة، فضلا عن 18.5 بالمئة من الأطفال.
وقد وجدت دراستان من جامعة نيويورك، أجريتا على 8 آلاف مريض تجاوزوا 65 عامًا أن لديهم وزنا زائدا، وأن عاملي العمر والسمنة لهما تأثير خطير على مصابي فيروس كورونا.
وفي إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن ما يقرب من نصف المرضى (46 في بالمئة) الذين دخلوا المستشفى بسبب الإصابة بفيروس كورونا، يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق.
وخلص العلماء إلى أنه على الرغم مما يشكله التقدم في العمر من خطورة على المريض بفيروس كورونا، كانت السمنة لها ارتباط أكبر بمضاعفات الإصابة بالمرض.