يعد شمع الأذنين من الإفرازات الطبيعية، وله وظيفة بالغة الأهمية في الجسم. علاوة على ذلك، لا يجب الاستهانة بتنظيف مثل هذا النوع من الإفرازات.
ويمكن أن يسبب هذا الشمع الذي تشكل حول الأذن مخلفات تضر بحاسة السمع، بشكل تدريجي، بحسب صحيفة El Confidencial الإسبانية.
ويعتبر شمع الأذنين مادة تنتجها الغدد الموجودة داخل الأذن، كما يعد لهذه الإفرازات العديد من الوظائف؛ على غرار الحفاظ على صحة الأذنين ونظافتها، كما تمنع جفاف وتشقق الأغشية التي تغطي قنوات الأذن.
علاوة على ذلك، تحمي هذه المادة قنوات الأذن من الأوساخ وتمنع دخول الماء إليها، وهو ما يجنب إصابة الأذن بالالتهابات.
وتقوم قنوات الأذن بتنظيف نفسها بنفسها. وفي الوقت الذي نتكلم فيه، أو نقوم بمضغ الطعام وتحريك فكي الفم؛ تتحرك خلايا الجلد وشمع الأذن ببطء فتنتقل من طبلة الأذن لتصل إلى ثقب الأذن، حيث تجف وتسقط. وعادة ما لا يسبب شمع الأذنين مشاكل. لكن، في حال تم إفراز هذه المادة بكثافة، من الممكن أن تسبب انسداد الأذن، ويمكن أن يترتب عليها فقدان السمع.
مسّاحات الأذن
عموماً، يجب نسيان هذه الوسيلة، نظراً لأنه غالباً ما تتكون مشاكل على مستوى الأذن، على خلفية محاولة تنظيفها بواسطة الإصبع أو مساحات الأذن القطنية. وعلى الرغم من استعمال هذه الوسيلة الأخيرة من أجل تنظيف الأذن، إلا أن الشركات المصنعة لهذا المنتج تنصح بعدم استعماله من أجل تنظيف قنوات الأذن. وفي المرة الموالية، إذا أردت استعمال هذه الوسيلة، وبدت لك من الوهلة الأولى أنها غير ضارة؛ ألق نظرة على تسميات المنتوج الموجودة على العلبة الموضوع فيها، وستكتشف الحقيقة.
في هذا السياق، من الممكن جداً أن تجد تحذيراً يشير إلى أنه “لا يجب أن تلامس هذه المساحات قنوات الأذن”. وفي حال وقعنا في هذا الخطأ، فسنقوم بدفع شمع الأذن إلى أعماق الأذن؛ وهو ما يجعله يصل إلى أجزاء لا يمكن تنظيفها بمفردنا. من جهة أخرى، يمكن أن يحتوي الشمع على بكتيريا خارجية، تسبب التهابات.
في الأثناء، يسبب إزالة الشمع بواسطة مساحات القطن، تهيج منطقة داخل الأذن. من جانب آخر، تجعل هذه الحالة الأشخاص يميلون إلى لمس هذه المنطقة على نحو متزايد. ونتيجة لذلك، تتحول عملية تنظيف الأذن بواسطة المساحات القطنية إلى عملية غير مجدية بالنفع. وفي هذا السياق، أوردت أنا كيم، طبيبة أمراض الأنف والأذن والحنجرة أنه “في حال وصلت هذه الوسيلة إلى مناطق عميقة جداً في الأذن، فمن الممكن أن تسبب ثقباً على مستوى طبلة الأذن. وتبعاً لذلك، ستتولد ألام بشكل مفاجئ، ويمكن أن ينزف الدم من الأذن، أو حتى فقدان السمع لفترة مؤقتة”.
قطرات الأذن
تعد قطرات الأذن، الدواء الأول الذي يختاره الكثيرون من أجل القضاء على شمع الأذنين. وبشكل عام، يمكن لهذا العلاج التخفيف من هذه الإفرازات، مع الحفاظ على عملها الطبيعي. ويوجد العديد من أنواع قطرات الأذن في الصيدليات، وتحتوي غالبيتها على مواد مثل بيروكسيد الهيدروجين، وبيكربونات الصوديوم أو كلوريد الصوديوم. وعلى الرغم من أن هذه ال
علاجات فعالة في غالبية الأحيان، إلا أنه يمكن أن تسبب تهيجاً لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
هذا، ويمكن استعمال زيت الزيتون أو زيت اللوز من أجل تليين شمع الأذنين، ومن المستحسن تدفئة هذه الأدوية لتصل إلى حدود درجة حرارة الجسم. ومن ثم يجب الاستلقاء على أحد الجانبين واستعمال قطارة من أجل تقطير الزيت في الأذنين، والبقاء على هذه الحالة بين خمس و10 دقائق.
ويمكن تكرار هذه التقنية بين مرتين وثلاث مرات في اليوم، لنتمكن في نهاية المطاف من تليين شمع الأذن بشكل جيد.
غسل الأذن
في حال كان أحد الأشخاص يعاني من مشكلة مستمرة، فمن الممكن أن يوصيه الطبيب بغسل الأذنين، وهو إجراء يعرف أيضاً باسم غسل الأذن باستعمال الحقن. وتتمثل هذه التقنية في استعمال الحقن لإيصال الماء إلى قناة الأذن لإزالة الشمع. وعلى الرغم من أن هذه العملية قادرة على إزالة شمع الأذن، إلا أنها قد تكون مؤلمة وحتى مضرة بطبلة الأذن.
الشفط المصغر
تعتمد العديد من العيادات الخاصة هذه التقنية. وفي هذه العملية، يستعمل الأخصائي مجهراً لمشاهدة داخل الأذن، وجهاز صغير يسمح بسحب شمع الأذن. وعموماً، يمكن أن تكون هذه التقنية فعالة وآمنة للغاية، من أجل إزالة كتل من شمع الأذن.
الشموع
تستعمل الشموع عادة من أجل تنظيف الشمع وغيرها من الشوائب الأخرى. وتتمثل هذه التقنية أساساً في وضع شمعة مضاءة، طويلة ورقيقة، في مخروط يحتوي على ثقب في الأسفل، وإدخالها في الأذن. وبعد القيام بالإجراءات السابق ذكرها، ستتجمّع داخل المخروط إفرازات الشمع.
القماش الناعم
وتعد هذه الوسيلة الأكثر نجاعة من بين جميع العلاجات. وبنفس طريقة تنظيف بقية الجسم، يمكن تنظيف الأذنين بواسطة القماش الناعم. علاوة على ذلك، لا يتعين علينا تنظيف قنوات الأذن، لأن الإفرازات تخرج بمفردها عبر ثقب الأذن.
وقد أوضحت الدكتورة كيم أن “طبيعة عمل الأذن تمنحها القدرة على تنظيف نفسها بنفسها”. ومن جهة أخرى، يعد القماش الناعم والمبلل مع بعض من الصابون، وسيلة مثالية لتنظيف الأذن. أما في بعض الحالات التي يسبب فيها شمع الأذنين فقدان السمع، أو تحول لون هذه الإفرازات إلى أصفر غامق أو بني؛ فإنه يمكن اللجوء إلى علاجات أخرى.
في الختام، تؤكد الدكتورة كيم أنه مهما حدث، لا يجب الوقوع في الخطأ الكبير المتمثل في استعمال المساحات القطنية. وفي حال لاحظت مشاكل في السمع بسبب هذه الإفرازات أو في حال لاحظت أجساماً غريبة حول الأذن، من الضروري مراجعة الطبيب. وفي الإجمال، تتمثل الطريقة الأفضل لعلاج الأذنين في استشارة المهنيين.